استمر توقف بث برنامج "العاشرة مساءً"، الذي يقدمه الإعلامي المصري وائل الإبراشي، على قناة "دريم 2"، لليوم الثاني على التوالي، مساء الثلاثاء، بسبب أزمة توقف بث البرنامج في حلقته مساء الأحد بشكل مفاجئ.
ولم يحسم الإبراشي أمره من الاستمرار أو الرحيل عن البرنامج حتى يتبين ما حدث، وحتى يضمن عدم استمرار حدوث ضغوط من الحكومة على البرنامج، مؤكدا تلقيه عروضا من قنوات فضائية للعمل لديها، وفق تصريحه لصحيفة "المصري اليوم" الثلاثاء.
ووائل الإبراشي أحد أكبر داعمي الانقلاب من الإعلاميين المصريين. وقدم اقتراحا للجنرال السيسي كي يحول ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة إلى احتفال، مستنكرا وصف بعض مؤيدي السيسي بالنفاق بدعوى أن النفاق من أجل الوطن مطلوب!
إلى ذلك، كشفت تقارير صحفية النقاب عن أن اجتماعا عقد عصر الثلاثاء بين أحمد بهجت، مالك قنوات "دريم"، والإبراشي، طالب فيه الأخير، بألا يلجمه أحد في انتقاده للحكومة، وبإنهاء الأزمة المالية، التي تمر بها القناة، وحصول العاملين على بقية رواتبهم، إلا أن الاجتماع لم يسفر عن اتفاق بين الطرفين.
وكان البث انقطع بشكل مفاجئ عن البرنامج مساء الأحد، أثناء عرض تقرير عن احتراق سوق كاملة في مدينة المحلة، بمحافظة الغربية، دون استكمال التقرير.
وفي أول تصريحات له عقب قطع البث، قال الإبراشي، إن وقف البث بشكل مفاجئ عن برنامجه جاء بسبب ضغوط مارسها وزراء، ولأسباب سياسة، وليست فنية، بدليل أنه تم منعه من استكمال الحلقة.
وقال إنه تم ابلاغه قبل الحلقة بأن وزيري التعليم والإسكان، هددا بالاستقالة من الحكومة بسبب كشفه بعض الملفات المتعلقة بالوزارتين، وأن الحكومة غاضبة بسبب ذلك.
وأضاف: "أكدت للقائمين في المحطة وللمسؤولين في الحكومة أنني لن أتوقف عن فتح ملفات وفاة التلاميذ في المدارس أو أي ملفات متعلقة بحماية المواطنين أو بالفساد في أي من الوزارات ما دمت متسلحا بالمستندات، والقواعد المهنية".
وتابع -على حسابه الشخصي على "فيس بوك"-: "ما حدث زاد من يقيني أن هناك وزراء لا يستحقون أن ينتموا إلى هذه الحكومة".
لكن وزيري التعليم والإسكان أصدرا بيانين منفصلين نفيا فيه أي علاقة لهما بانقطاع البث، وهو ما نفاه أيضا مجلس الوزراء مؤكدا أن الحكومة لا تتدخل في عمل القنوات الفضائية.
ومن جهتها، قالت دينا الحسيني مساعد رئيس تحرير البرنامج إنه بعد الأزمة قال الإبراشي: "يا شماتة الإخوان في برامج التوك شو التي فضحت ممارساتهم الوحشية"، على حد قوله.
وفي المقابل، سخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من الأزمة.
وقال جمال نافع: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.. لم تقف مع زملائك الذين مُنعت برامجهم.. والآن جاء دورك".
وقال أحمد كامل: "الظاهر أن دورك قرب، وهتحصل أصحابك، ومش هتلاقي قناة تشتغل فيها".
وقال ثالث: "دائما لعبيد العسكر نهايات مؤلمة بقدر دعمهم له.. كلما كان الدعم أكبر.. كانت النهاية المؤلمة أكبر".
وقال رابع: "الظالمون بيعضوا في بعض.. السيسي مالهوش صاحب يا وائل.. اشرب".. فيما قال آخر: "من أعان ظالما.. ذُل على يديه".
وعلق حازم عبد العظيم، أحد أركان حملة ترشيح السيسي للرئاسة، في تغريدة له على موقع "تويتر"، بالقول: "أنا متضامن مع وائل الإبراشي، إعلامي محترم من أيام مبارك، وما بعدها".
وكشف الإعلامي والناشط السياسي رامي جان مؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، عن نية نظام السيسي في التضحية ببعض المسؤولين والإعلاميين في الأيام المقبلة، وصناعة غيرهم بعد أن أدوا أدوارهم، وحلول وقت تغييرهم"، على حد قوله.
وفي سياق متصل، تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ للنائب العام ضد مالك قناة دريم (أحمد بهجت).
وقال صبري في دعواه إنه فوجئ مساء الأحد 19 تشرين الأول/ أكتوبر باعتباره متابعا لبرنامج "العاشرة مساء" بقطع الإرسال والبث المباشر عن البرنامج، أثناء تقديمه حلقة عن مشكلات المدارس، والحوادث التي تقع فيها، مؤكدا أن هذا التصرف يخالف القانون والدستور، ويعد قتلا حقيقيا لحرية الرأي، على حد قوله.
ومن جهته، عرض الموقع الإلكتروني للإبراشي، مقطع فيديو يظهر لحظة قطع البث عن البرنامج بعد تقديم الإبراشي لتقرير كان من المفترض أن يعرضه البرنامج، عن احتراق سوق كاملة في مدينة المحلة، بمحافظة الغربية.
وفي أثناء العرض تم قطع البث، والخروج في فقرة إعلانية، دون استكمال التقرير.