استمرار عصابة العسكر الحاكمة التي استولت على مصر منذ عام 1952, وحتى الآن, واستمرار ذلك الاحتلال العسكري الذي لا أجد له مسمى آخر, مرهون بالكامل باستمرار ( الزن ) الدعائي الخاص بدور
الجيش المصري, والبعض يعتبر مجرد توجيه النقد لمؤسسة الجيش خروجاً عن الملة.
وقبل أن ابدأ حديثي أقول لهؤلاء, اليس الجيش مكوناً من أفراد, يحملون معدات, وتحكمهم قوانين, تنظم استخدامهم لآلات القتل ؟ وهل الأفراد هم المعصومون ؟ أم أن القادة الذين تركوا شؤون الجيش وتفرغوا لشؤون الراقصات في نواديهم في عهد عبد الناصر معصومون ؟ أم أن قادة الجيش بعد كامب ديفيد والذين لم يخوضوا حرباً ويقتاتون على المعونة الأمريكية, هم المعصومون ؟ أم أن السلاح هو المعصوم ؟ أم هل هي القوانين التي تحكم المؤسسة العسكرية نفسها هي المعصومة ؟ ألم يغرق الله فرعون وجنوده ؟ ألم يقل أنهم خاطئون ويعرضون على النار غدواً وعشياً ؟ ردود الأفعال اللا معقولة التي تصدر عن البعض, تكشف الحد الذي وصلت به الدعاية العسكرية في تغييب عقل هؤلاء, والردود الجاهزة, هو أن الجيش يحمي
الحدود بينما أنت أيها ( الخائن ) تجلس آمناً بسبب حماية الجيش لك ! لا يا سيدي, الجيش لا يحمي الحدود ولا يحزنون.
اقرأ ما نشر في صحف العالم من هجوم طائرة صهيونية بدون طيار على
سيناء في شهر أغسطس 2013 وقتلها لمواطنين مصريين, وستدرك أنه لا جيش يحمي الحدود. وفي احدى المرات القلائل التي قام فيها جندي مصري بطل بواجبه, كانت سنة 1985, عندما اطلق سليمان خاطر سلاحه على متسللين صهاينة ثم حوكم محاكمة عسكرية وصدر ضده الحكم بالحبس 25 عاماً ثم قتله داخل السجن, بالمناسبة كان ضابط المخابرات المسؤول عن القضية هو عمر سليمان وقيل وقتها في الصحف أن سلطات الحكم الفاجرة سهلت دخول عناصر من الموساد لقتله, ثم اعلنوا أنه مات منتحراً, رحمة الله عليه.
اقرأ عن مشاركة العمال المصريين الذين تفاخروا بهم منذ شهر فيما اسموه ذكرى مرور 99 عاماً على مشاركة الجيش المصري في الحرب العالمية الأولى, وستدرك كيف يرى العالم ذلك الجيش, فالعمال المصريين كانوا يشحنون بالآلاف لحفر الخنادق للجيش البريطاني في مواجهة جيش دولة الخلافة العثمانية في تركيا, وبلغ الأمر ببريطانيا أنها كانت تقوم بتوريد انفار مصرية للقيام باعمال الحفر ومد اسلاك التليفون وخلافه في جبهات الحرب في اوربا وكان بعضهم يحمل الجرحى البريطانيين على كتفه لمسافة 36 ميل والتفاصيل منشورة في جريدة الوفد التابعة للانقلاب على سبيل التفاخر ! بالمناسبة كان من ضمن هؤلاء العمال الذين عملوا في ( السلطة ) كما كانت تسمى في تلك الأيام المجرم الشهير حسب الله وزميله عبد العال الذين تم اعدامهما في قضية ريا وسكينة الشهيرة والطريف هو أن الجيش يسمي مشاركة عمال الحفر ( مشاركة سلاح المهندسين ).
كما شارك الجيش المصري أيضاً في معركة ضد جيش الخلافة العثمانية ببطارية مدفعية مع القوات البريطانية ( التي كانت تحتل مصر !!! ) في سيناء عندما حاول العثمانيون تحرير مصر من الاحتلال البريطاني !
في الحقيقة الجيش هزم في أكثر من معركة وليست له أمجاد كما يتصور البعض, هزم في 48 ثم انسحب أمام الصهاينة الذين اعلنوا ضم سيناء في 56 ولم يقاوم سوى الأهالي, ثم هزم هزيمة ساحقة في 67 وكان المصريون يطلقون عليه النكات وقتها, ثم في حرب اكتوبر بدأت العملية بنجاح ثم انتهت ودبابات العدو على بعد 100 كيلومتر من القاهرة بعد أن أسر العدو ما يزيد عن 8 آلاف أسير مصري !
ا
لدعاية العسكرية تحاول التهويل من شأن الجيش وصناعة بطولات وهمية لتظل المؤسسة العسكرية جاثمة على صدر المصريين تبتلع خيرات مصري وتستولي على أموالهم وأراضيهم. وبلغ الأمر أنهم كذبوا في حديث على الرسول عليه الصلاة والسلام ( خير أجناد الأرض ) ليسرقوا المزيد من الأراضي والأموال وليستعبدوا الناس فوق أرضهم, بينما كان من المفترض أن يكونوا خدم وموظفين لدى الشعب.