اندلعت أمس الأول الجمعة اشتباكات في مدينة
طرابلس شمال
لبنان، بين مسلحين إسلاميين والجيش اللبناني، قتل على إثرها 11 جندياً، وأصيب 15، واختطف اثنان آخران، من الجيش الذي استخدم طائراته العسكرية، في قصف مواقع بالمدينة، منها منطقة التبانة صباح اليوم الأحد، تسببت بمقتل مدني على الأقل، وفقاً لنشطاء.
وبالعودة إلى "الشرارة" المسببة للاشتباكات الدامية في طرابلس، فقد بدأ إطلاق النار بين الطرفين يوم الجمعة عقب اعتقال
الجيش اللبناني لرجل يدعى أحمد سليم الميقاتي، من بلدة الضنية التابعة لطرابلس، قيل إنه العقل المدبر لخلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وفقاً لصحف لبنانية.
مصادر رسمية في الحكومة اللبنانية قالت إن ما يحدث في طرابلس أمر متوقع، نظراً للتراكمات التي تحدث في المنطقة منذ 6 أشهر، وتحديداً منذ إعلان الداخلية اللبنانية بدء عملية أمنية ضد عناصر وصفتهم بـ"المتشددين".
ونقلت صحيفة السفير اللبنانية، على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق، تعليقاً له على أحداث طرابلس، قائلاً: "العلاج بالمسكنات لم يعد مفيداً".
بدورها، لم تفوت جبهة
النصرة التي تحظى بشعبية جارفة في طرابلس لبنان، فرصة فرض اسمها بين الطرفين، بتهديدها الصريح للجيش اللبناني، حيث أصدرت بياناً مساء أمس السبت جاء فيه: "نحذر الجيش اللبناني من التصعيد العسكري بحق أهل السنة في طرابلس ونطالبه بفك الحصار عنهم والبدء بالحل السلمي".
وأضاف البيان: "إن لم يلب الجيش طلبنا، فسنضطر خلال الساعات القادمة بالبدء بإنهاء ملف الأسرى العسكريين المحتجزين لدينا تدريجيا كونهم أسرى حرب"، مؤكدة أن "أول عملية إعدام بحق الأسرى ستكون الساعة 10 من صباح هذا اليوم الأحد 2 محرم 1436هـ الموافق لـ 26/10/2014م".
إلا أن هيئة علماء المسلمين في لبنان، أنقذت حياة الجندي اللبناني بعد توسطها لدى جبهة النصرة التي قبلت تمديد المهلة للجيش اللبناني لفترة زمنية، لم تحددها، ريثما يتم تلبية مطالبهم.
وحملت "علماء المسلمين" حزب الله المسؤولية عن تطور أحداث طرابلس، حيث قالت في بيان صدر عنها اليوم: "سبب ما يحدث هو مخالفة فريق من اللبنانيين لإعلان بعبدا وولوغه في الدماء السورية، وأن المدخل إلى حل مشاكل لبنان هو انسحاب هذا الفريق سريعا من حرب الاخرين"، في إشارة منها للحزب الذي يشارك عناصره بجانب نظام بشار الأسد ضد "الثوار".
ودعت الهيئة المقاتلين السوريين لعدم تصفية الجنود اللبنانيين المختطفين لديهم، وعلل البيان هذه الدعوة، بالآثار السلبية الي ستسهم في تعقيد الوضع اللبناني العام، وفقاً للبيان.
ولدى جبهة النصرة 18 جندياً لبنانيا، إضافة إلى 7 آخرين بقبضة تنظيم الدولة الإسلامية، تم اختطافهم جميعاً منذ انطلاق معارك عرسال أوائل أغسطس/آب الماضي.
وفي تطور مهم مساء اليوم، أعلن الشيخ أحمد العمري عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان ورئيسها السابق أن الهيئة توصلت مع المعنيين إلى وقف إطلاق للنار بين الجيش اللبناني والمسلحين في مدينة طرابلس (شمال)، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، مشيرا إلى بدء سريان الاتفاق منذ الساعة 05.00 بتوقيت غرينتش، وفقاً لوكالة الأناضول التركية.