طالبت "تنسيقية الصحفيين والإعلاميين" في
مصر بعودة الجيش المصري إلى ثكناته، والسماح للإعلاميين والصحفيين بالتواجد في سيناء.
يأتي ذلك على خلفية بيان أصدره رؤساء تحرير الصحف المصرية الأحد، أكدوا فيه دعمهم لمؤسسات الدولة في حربها على
الإرهاب، وتعهدهم بعدم نشر أي رأي أو بيان يتبع أي حركة معارضة أو مناهضة للنظام، الأمر الذي دافع عنه بقوة الكاتب الصحفي مصطفى بكري، وهاجمه بضراوة عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد البلشي.
وفي بيان أصدرته مساء الإثنين، وحصل موقع "عربي 21" على نسخة منه؛ قالت "تنسيقية الصحفيين والإعلاميين" إنها ترفع مطلب القصاص للشهداء، وترفض مطلب مجلس نقابة الصحفيين بالدفاع عن مسئولي الفشل والدماء، الذي نادى به (المجلس) في سقطة تاريخية جديدة حولت المجلس إلى "عسكري" في معسكر أمن مركزي، وتابع لحزب عسكري مسلح تورط في إراقة دماء المصريين بالميادين والجامعات، وفشل في حمايتهم بالثكنات والمعسكرات، بحسب البيان.
وأكدت التنسيقية أن مجلس نقابة الصحفيين لم يتخذ أي موقف للدفاع عن شهداء
الصحافة العشرة، الذين ارتقوا على أيدي قوات الشرطة والجيش، ولم يتخذ أي موقف للدفاع عن الحريات والحقوق وتأميم المؤسسات وترويع
الإعلام والإعلاميين منذ التهميد للانقلاب العسكري، ولم يتخذ إلا مواقف سياسية بناء على تعليمات جماعته السياسية والعسكرية، التي جعلته يقف مع فلول غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع في خانة واحدة، وفق البيان.
ودعت التنسيقية "أبناء المهنة والجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وكل صاحب قلم حر" إلى العمل مع الشعب المصري لإسقاط من وصفتهم بـ"العصابة الحاكمة راعية الإرهاب في مصر"، وإنقاذ كيان الدولة المصرية من خطر سيطرة مجموعة من الفشلة على مقدراتها في زمن الفلول المتحكمة بالحديد والنار"، بحسب البيان.
وأضافت أن "كيان الدولة لا يرتبط بأشخاص، وأن الواجب هو استنفار كل طاقات النقابة للعمل على إقرار المبادئ، وحماية الوطن، والقصاص للشهداء"، مشيرة إلى أنه لن يتأتي ذلك إلا بإسقاط الفشل والغدر، وإقامة الحق والعدل.
وشدد البيان على أن "الإرهاب صناعة الانقلاب الذي قضى على الحريات والحقوق وإرادة الجماهير، وجر الجيش من ثكناته ومهامه الدستورية إلي الشوارع والجامعات والميادين، وهو سبب ما نعانيه في مصر الآن، وبالتالي فإن مناداة مجلس نقابة الصحفيين بالتخديم على نظام حاكم قمعي وفاشل هو مناداة بإسقاط مجلس النقابة في أقرب وقت، إذ كان يجب عليه أن ينادي بالسماح للإعلاميين والصحفيين بالتواجد في سيناء بدلا من منشورات المعلومة الأحادية، وقمع الصحافة"، على حد تعبير البيان.
وفي الختام قدمت التنسيقية "خالص عزائها للشعب المصري في شهداء الوطن منذ 3 يوليو حتى تاريخه، مدنيين وعسكريين، آملة مع بدء عام هجري جديد أن نستلهم قيم الدين الإسلامي العطرة في دفع الظلم والظالمين، والدفاع عن الحقوق والحريات؛ لإنهاء مأساة مصر تحت حكم العسكر".
وتتكون "تنسيقية الصحفيين والإعلاميين" من حركات: "صحفيون ضد
الإنقلاب" (صدق)، و"صحفيون من أجل الإصلاح"، و"إعلاميون ضد الانقلاب"، و"لجنة الشهيد أحمد عبد الجواد"، و"إعلاميون من أجل التغيير".
وكان رؤساء تحرير الصحف المصرية اجتمعوا الأحد بمقر حزب "الوفد". وأعلنوا -في بيان أصدروه- ثقتهم بمؤسسات الدولة المصرية، ودورها الوطني في هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر، بحسب وصفهم.
وجددوا رفضهم لما اعتبروه "محاولات التشكيك في مؤسسات الدولة، وفي خياراتها الأساسية أو التطاول على الجيش أو الشرطة أو القضاء، بما ينعكس بالسلب على أداء هذه المؤسسات"، بحسب البيان.
وكشف مصطفى بكري -الذي حضر الاجتماع- أن رؤساء التحرير قالوا: نحن في حالة حرب، ولابد من أن نقف مع الدولة.. و"اللي مش عاجبه يشرب من البحر"، على حد تعبيره.
وأضاف: "قررنا منع نشر أي خبر أو بيان له علاقة بالجماعات الإرهابية، وعدم نشر أي أخبار في صالح الإخوان، ومن يخالف ذلك سيتم "تلجيمه". وأردف: "سيتم منع المقالات الخاصة بـ6 إبريل أو غيرهم الذين يدعمون موقف الإخوان"، وفق قوله.
لكن خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحفيين اعترض على البيان، ووصفه بأنه "إعلان رسمي بتأميم الإعلام، ومصادرة حرية الصحافة، وبهذا ننتقل من مرحلة مصادرة الصحف، وتقييد حرية الصحافة إلى مصادرة المهنة نفسها، ولكن بأيدي أبنائها"، على حد وصفه.
وقال البلشي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن صياغة البيان، وما تم الإعلان عنه من تأسيس مجلس حرب ينعقد أسبوعيا بين الصحافة والمسئولين عن الفضائيات يدفع جوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر الذي يُضرب به المثل كمؤسس لإعلام غسل الأدمغة أن يعلن فشله أمام التصور الذي صاغه نفر من الصحفيين لتأميم، ومصادرة مهنتهم، حتى وصل الأمر للتعهد بالتفتيش في ضمائر زملائهم".
واختتم تعليقه بالقول: "مواجهة الإرهاب لن تتم إلا بصحافة حرة تكشف مواطن الخلل، وتفضح الإرهابيين ومخططاتهم، وليس بالتغطية عليها، وتحويل مهنة الصحافة إلى ملف أمني آخر، والصحفيين إلى مخبرين في بلاط الجهات الأمنية.. الإرهاب والفاشية كلاهما يتغذى على الآخر، وكلاهما ينمو ويتضخم بالفشل والتعمية على الفاشلين"، بحسب قوله.