كشف مدير مركز "ميشع" الأردني للدراسات (مستقل)، الدكتور ضيف الله حديثات عن قيام السفارة الفرنسية في
عمان، بمخاطبة
متحف اللوفر في باريس، بشأن مطالب المركز لاستعادة مسلة الملك "ميشع" إلى موطنها الأصلي في مدينة ذيبان الأردنية (50 كم جنوبي العاصمة).
وقال الحديثات، في تصريح لوكالة الأناضول، إن السفارة الفرنسية أبلغته الثلاثاء بقيامها بمخاطبة متحف اللوفر بشأن مطالب المركز بإعادة المسلة التاريخية للأردن وهي ما تزال بانتظار الرد من إدارة المتحف.
وبين أن المتحف يحتفظ بالمسلة منذ العام 1867 على يد راهب نمساوي قام بنقلها إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة (إسرائيل) ومنها نقلت إلى فرنسا.
وأضاف الحديثات أن المطالب الأردنية باستعادة المسلة وغيرها من الآثار الأردنية لن تتوقف بخاصة أن مواثيق دولية تدعم ذلك، إذ أن منظمة اليونسكو قامت بإصدار العديد من المواثيق في مجال حماية الأملاك الثقافية والتاريخية.
وأكد حديثات أن مركز "ميشع" سيتبنى محادثات ومخاطبات لاحقة بشأن استرجاع جميع الآثار الأردنية، وعلى رأسها
مسلة ميشع التي تدون تاريخ الدولة الأردنية وانتصارات ملكها "ميشع" على اليهود قبل 2500 عام.
وكذلك سيتبنى المركز، حسب الحديثات، مطالب استعادة مخطوطات البحر الميت التي قامت إسرائيل "بسرقتها" عام 1967، وكذلك واجهة قصر المشتى الأموي (جنوبي عمان) التي تم نقلها إلى برلين في ألمانيا سنة 1903.
بدوره قال رئيس مجلس النقباء الأردني الدكتور ابراهيم الطراونة، في تصريح لـ"الأناضول": إن المطالب عبر الطرق الرسمية لا بد أن تكون إجابتها رسمية، وهو ما حدث خلال الرسالة التي قامت بتوجيهها السفارة الفرنسية لمركز "ميشع".
وأضاف الطراونة: "نحن نعلم أن مسلة ميشع أخذت من الأردن بطريقة تحيطها علامات الاستفهام، ونحن اليوم نطالب باستعادتها كحق تاريخي للأردن، ونعتقد أن رد السفارة الفرنسية مؤشر إيجابي لاستعادة المسلة".
وقال علي السنيد النائب في البرلمان عن مدينة مأدبا وتحديداً منطقة ذيبان التي يعود لها موطن المسلة إليها: لقد قمت بمخاطبة رئيس الوزراء ووزير السياحة للقيام بترميم قصر الملك ميشع، بعد أن أصبح ملعباً للأطفال ومكاناً يعج بالأحجار المتناثرة، إلا أن أي رد منهم لم يصل حتى الآن.
واتهم السنيد في تصريح لـ "الأناضول" حكومة بلاده بالخوف من إعادة ترميم قصر الملك "ميشع" محاباة لإسرائيل، حيث أن الملك "ميشع" كما دونته مسلته قد حقق انتصارات على اليهود وقام بتحرير الأردن من أي وجود لليهود، وهو أشهر ملك "مؤابي" يحمل رمزية العداء لليهود على مر التاريخ.
يذكر أن مسلة "ميشع" مسلة تاريخية كتبها الملك ميشع، ملك المملكة "المؤابية" التي ظهرت في وسط وجنوب الأردن في القرن التاسع قبل الميلاد، وتعتبر من أقدم المسلات التاريخية في بلاد الشام حيث خلد الملك "ميشع" فيها انتصاراته على بنى إسرائيل في عام 850 ق.م.