أظهر استطلاع أجراه معهد "ايبسوس موري" الكيفية التي تؤثر فيها التقارير الصحافية على مواقف الغالبية السكانية من الأقليات، وكشف أن البريطانيين يبالغون بتقدير عدد السكان المسلمين بنسبة أربعة أضعاف.
وفي الاستطلاع، الذي أجري في 14 دولة، يعتقد البريطانيون أن نسبة الأقليات للغالبية تصل ضعف ما هي في الحقيقة.
وفي تقرير أعده ألبرتو نارديللي لصحيفة "الغارديان"، قال فيه إن هذه المفاهيم عامة في دول العالم، ولكنها تترك آثارا سلبية على طريقة فهم السياسيين لنسبة الناخبين.
وينقل التقرير عن مدير معهد إيبسوس موري، بوبي دافي "الخطأ في الفهم هذا يقدم موضوعا مهما لنقاش عام واضح ولصناع السياسة، فستكون أولويات الرأي العام مختلفة مثلا لو كانت لديه صورة واضحة عن حجم اللاجئين".
وبناء على هذا الموقف تبلغ نسبة المسلمين في بريطانيا 5%، مع أن المشاركين في الاستطلاع يرون أنها تصل إلى 21%. ووجد الاستطلاع أن المشاركين أخطأوا بتقدير نسبة المسيحيين، حيث تقول غالبيتهم إنها تصل إلى 39%، مع أن النسبة الحقيقية هي 59%، بحسب التقرير.
ويشير التقرير إلى أن الأمريكيين يخطئون في تقدير نسبة المسلمين أيضا، حيث تقول نسبة كبيرة من المشاركين إنها 15%، مع أن النسبة الحقيقية هي 1% من مجمل السكان، ويعتقدون أن نسبة المسيحيين هي 56%، مع أن النسبة الحقيقية هي 78%.
ويورد التقرير أنه بالنسبة للمهاجرين فيعتقد البريطانيون أن نسبتهم تصل إلى 24%، مع أن النسبة الحقيقية هي 13%، حسب إحصائيات عام 2011. وهذا يعكس اهتمام البريطانيين بالموضوع.
وبحسب استطلاع موري، فقد قالت نسبة 30% إن موضوع طالبي اللجوء والمهاجرين يعتبر الأهم بالنسبة لهم في
الانتخابات القادمة في أيار/ مايو، ما يجعل الهجرة إلى جانب الاقتصاد وحالة الخدمة الصحية موضوعات تثير قلق البريطانيين.
ويظهر الاستطلاع وصول بقية الدول، التي تم استطلاع سكانها – 13 دولة أخرى، إلى نفس التوجه، وهو إساءة تقدير أعداد اللاجئين ونسبة البطالة والمشاركين في الانتخابات ومعدل الجريمة.
وتبين الصحيفة أنه في ألمانيا يرى المشاركون أن نسبة الحمل بين البنات الشابات ما بين 25-19 عاما، هي أضعاف الرقم الحقيقي (0.4%).
ويقول سكان كوريا الجنوبية إن الحد الأعلى للحياة لديهم هو 89 عاما، رغم أن الرقم هو 80 عاما.
ومن هنا يعتقد نارديللي أن هذه القضايا تعتبر مهمة في الانتخابات، فكلما شعر الناخبون أن واحدة منها أهم من الأخرى، اندفعوا للتصويت لصالح الحزب الذي يثقون به وبقدرته على حل المشكلة.
وأظهر استطلاع للاتحاد الأوروبي أن قضية الهجرة هي من أهم القضايا، التي تهم سكان بريطانيا وليتوانيا ومالطا وإيستونيا وبلغاريا وبلجيكا. ففي ألمانيا تبلغ نسبة المهاجرين 13%، أي مماثلة لبريطانيا، لكن السكان يعتقدون أنها أعلى من ذلك، بنسبة 10%.
وبحسب دراسة قامت بها مؤسسة مارشال عام 2013، وجدت أن نسبة 64% من البريطانيين يتعاملون مع الهجرة كمشكلة، فيما تراها نسبة 29% فرصة. وفي ألمانيا العكس 32% تراها مشكلة، و 62% تنظر إليها فرصة للبلد.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه في ألمانيا عقد حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل مؤتمرا للمهاجرين، وتحدثت فيه المستشارة عن الفرص التي يقدمها
المهاجرون للبلد، وقالت إن ألمانيا هي "بلد الاندماج". ومقابل هذا أثارت تصريحات وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون حول "تدفق المهاجرين" لبريطانيا جدلا.