قال ناشطون من محافظة
اللاذقية السورية، إن نظام
الأسد بدأ منذ عدة أيام بحملة كبيرة لجلب جميع المطلوبين للخدمة العسكرية والمطلوبين للاحتياط في المدينة وريفها لأول مرة منذ بدء الثورة السورية.
وقال ناشط من إحدى قرى اللاذقية فضل عدم ذكر اسمه لـ"عربي21"، إنّ دوريات النظام تجوب الشوارع، وتقوم بتوقيف أي شاب يجدونه ومن ثم يستطلعون وضعه العسكري، فإذا كان مطلوباً للاحتياط أو الخدمة الإلزامية يُأخذ على الفور دون أيّة مهلة في حملة شبيهة بتلك التي قام بها جمال باشا السفّاح أيام السفربرلك.
وبين الناشط أن "دوريات النظام خرجت إلى القرى العلويّة ولاحقت شبّانها هناك، وألقت القبض على الكثير منهم، حيث ما تزال دوريات النظام تجول في كلّ أرجاء المدينة بحثاً عن مطلوبين".
بدوره، قال أحد الشبّان المقيمين في مدينة اللاذقيّة، إن الشوارع باتت شبه خاليه، وإنّ الجميع يتحدّث عن حملة النظام، والجميع يحاول الهرب من الخدمة ومن البلاد.
وقال آخر: "لقد أوقفوا شخصاً يقود سيّارته ومن ثم أخذوا بطاقته الشخصيّة، وعندما عرفوا انّه مطلوب للاحتياط تم أخذه فوراً وبقيت سيارته في مكانها بالشارع"، مبينا أن الأمر لم يعد مسألة تطبيق قانون بل أصبح جرّاً واضحاً للجيش.
وتساءل: "هل يريد النظام إخماد الثورة بهذه الطريقة مستغلّاً انشغال العالم بـ"
تنظيم الدولة"، وبالتالي يحاول زج عدد كبير من المقاتلين في صفوفه؟ أم أنّه يعاني من نقصٍ شديد في المقاتلين؟".
من جهته، يقول أحد الذين يخدمون الآن كاحتياطيين في كتيبة تابعة للنظام في درعا: "كنّا في بداية الـ2013 حوالي ألف مقاتل في الكتيبة، وعلى مدى قرابة السنتين تناقص العدد تدريجيّاً إلى أقل من ثلاثمائة"، مشيرا إلى أن "العشرات يذهبون في إجازة ويعود منهم سبعة أو ستّة، وهكذا حتى أصبح عددنا قليل لم يتبق سوى أولئك الذين لا يجدون البديل الاقتصادي".
وأعرب أحد قاطني المدينة عن استغرابه من مرور 3 سنوات على بدء الثورة في
سوريا دون أن يتعامل النظام مع المتخلفين عن الجيش سواء كان للخدمة الإلزامية أم كاحتياطيين، مبررا هذا التغاضي الواضح هو عدم رغبة النظام بخلق بيئة معادية له ضمن محيطة ومصدر قوّاته الأساسي.
وبين أن اندفاع المقاتلين في بداية الثورة للميليشيات المختلفة وحتّى للجيش "احتياط كيفي" جعله يبدو قويّاً ومتماسكاً كفايةً ليغضّ الطرف عن بضعة آلاف من المقاتلين، لكن الأعداد تفاقمت وعناصر الميليشيا تقاعسوا.
وقال: إن أمد الثورة طال، إذ إنّ مقاتلي النظام يحلمون دوماً بحلٍّ سريع، حيث يأملون بوعود النظام ومحلليه بأنّ "الأزمة خلصت" وأنّ الحل قريب، لكن رئيس النظام تراجعت شعبيته الموالين، كما انتقل نصفهم إلى متشائمين من فكرة بقائه على رأس السلطة، وامتداد وضعهم السيء إلى ما لا نهاية.