أطلق ناشطون هاشتاغ عبر "الفيسبوك" حمل اسم "#مو_قتا" (ليس وقتها) بهدف وقف القتال الدائر منذ يومين بين عناصر "جبهة
النصرة" من جهة و"جبهة
ثوار سورية" و"حركة
حزم" من جهة أخرى.
وقتل في
المعارك التي تدور في شمال سورية، وخصوصا في ريف
إدلب، عشرات القتلى من الطرفين حتى الآن.
وأعرب ناشطون عن خشيتهم من امتداد المعارك الى مناطق أوسع في سورية، الأمر الذي يشكل عامل قلق كبير للسوريين بعد أن تحول القتال ضد قوات النظام السوري إلى قتال داخلي بين الفصائل.
وأكد أبو فداء القلموني، وهو أحد النشطاء القائمين على الحملة، في تصريح خاص لـ"عربي 21"، أن هذه الحملة أطلقت بسبب القتال الدائر بين فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية كافة، في حين أن النظام السوري يتقدم على كافة الجبهات، ومن المفروض أن يتوجه السلاح ضد النظام الذي يلقي البراميل على مختلف مناطق سورية".
وأضاف: "هدفنا من الحملة هو إيصال صوت الناشطين الإعلاميين، وبالدرجة الأولى كوننا سوريين"، متابعا: "نحن لسنا قادة عسكريين على الأرض ونتوقع أن يتوقف القتال خلال الساعات القادمة بفضل تدخل العقلاء من الجانبيين".
بدورهم قال مراقبون، إن الأحداث التي تجري في كل من عين العرب (كوباني( وإدلب ترخي بظلالها على واجهة الأحداث في سورية، إذ أن النظام السوري بعيد كل البعد عن تلك الأحداث، الأمر الذي يعطي قواته مزيدا من القوة، لا سيما وأنه شارف على حصار حلب، كما استعاد المدينة الاستراتيجية في الريف الحموي، مدينة مورك.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت سابق أن جبهة النصرة سيطرت على سبع قرى في جبل الزاوية، فيما أكد أحمد، وهو أحد النشطاء من جبل الزاوية، في تصريح خاص لـ"عربي 21"، أن عناصر جبهة ثوار سورية تحصنوا في قرية دير سنبل في جبل الزاوية، وقاموا بقصف العديد من القرى التي سيطرت عليها جبهة النصرة مؤخرا، ومنها مدينة البارة وقرية كنصفرة التي أغلق فيها المشفى الوحيد على أثر القصف الذي طالها.
وكان النظام السوري قد ارتكب مجزرة في الريف الجنوبي لإدلب، راح ضحيتها اكثر من 60 من المدنيين جلهم من الأطفال النازحين من الريف الحموي، بعد أن قام عناصر النظام المحاصرين في معسكر وادي الضيف والحامدية بقصف ريف معرة النعمان ولأول مرة منذ فرض الحصار على تلك المناطق.
ويأتي هذا في الوقت الذي كان مقررا فيه أن تقوم "جبة النصرة" بعملية كبيرة تتمثل بالدخول إلى مدينة ادلب، إلا أن النصرة تفاجأت بهجوم قوات تابعة لـ"جبهة ثوار سورية" على مقراتها في جبل الزاوية دون سبب يذكر، ما أدى إلى إيقاف العملية بعد دخول عدد من مقاتلي النصرة إلى داخل المدينة حيث لقوا حتفهم ولتتراجع النصرة، فيما تحاول أن تتصدى لقوات "جبهة ثوار سورية" التي يقودها جمال معروف.
وأشار ناشطون إلى توالي الوساطات بين الطرفين لوقف القتال، مبينين أن الساعات القادمة تبين مدى ضراوة العمليات التي تجري بين فصائل المعارضة على مختلف انتماءاتها، على الرغم من إطلاق هذه الحملة والعديد من المبادرات التي تدعو إلى وقف القتال وتوجيه السلاح باتجاه النظام السوري الذي يعد المستفيد الأكبر مما يجري من أحداث يستغلها لقلب موازين القوى في الشمال السوري.
تجمع في جبل الزاوية لرفض القتال بين النصرة وجبهة ثوار سورية