قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن مقتل خمسة من
الشيعة في شرق
السعودية، زاد من مخاوف وصول تأثير تنظيم الدولة المعروف بـ"
داعش" في بلد يقوم باتخاذ الإجراءات المشددة لمنع ذلك. وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد جرح تسعة آخرون في الحادث، في منطقة تعتبر مركز الكثافة السكانية للشيعة السعوديين.
وأظهرت أشرطة فيديو، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، الآثار التي خلفها الهجوم، والذي حدث أثناء مغادرة مصلين شيعة في حسينية، حيث يحتفل الشيعة هذا الأسبوع بعاشوراء، ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي، وعادة ما تثير هذه الاحتفالات نزاعات طائفية، بحسب الصحيفة.
ويشير التقرير إلى أن الهجوم يأتي في الوقت الذي تتوقع فيه السعودية المشاركة في
التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وصول تأثيرات التنظيم وتداعياته في سوريا والعراق إلى أراضيها. وزادت وتيرة الهجمات في العراق، خاصة في مدينة بغداد أثناء الاحتفالات.
وتبين الصحيفة أن مراقبين عبروا عن قلقهم من قيام متعاطفين مع "داعش" بهجمات ضد الشيعة، أو الأجانب المقيمين في السعودية، في استنساخ واضح لأساليب الجماعات الجهادية في العراق وسوريا.
ويلفت التقرير إلى أن آلاف السعوديين انضموا إلى صفوف الجماعات الجهادية في العراق وسوريا، بعضهم تأثر بخطباء المساجد والدعاة، رغم ما تمارسه السعودية من سياسات متشددة ضد هؤلاء.
وترى "فايننشال تايمز" أنه في الوقت الذي تلاحق فيه السلطات المتشددين، إلا أنهم يلتقون مع التعاليم الوهابية، التي تتبعها المملكة في عدد من الملامح.
تختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن السعودية تعيش حالة من التوتر، خاصة في المناطق الشيعية في القطيف والإحساء، منذ أن أصدرت محكمة سعودية حكما يقضي بإعدام ناشط شيعي وهو الشيخ نمر النمر، الذي قاد تظاهرات في منطقة القطيف بعد اندلاع ثورات الربيع العربي. ويشكو شيعة السعودية من التمييز في الوظائف، لكن الحكومة السعودية تنفي تلك المزاعم.