كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن زعم أحمد
قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي السابق معمر
القذافي، أن رموز النظام السابق للرئيس المخلوع يحضرون للعودة إلى السلطة، حال سيطر الجيش الليبي على السلطة وأخرج الإسلاميين من المدن الرئيسية الليبية.
مضيفا أن أرملة القذافي وأبناءه الذين يعيشون في عمان ربما يفكرون بالعودة.
ويقول قذاف الدم (62 عاما)، والذي عمل مبعوثا دبلوماسيا خاصا للقذافي، الذي أطاحت به ثورة مسلحة عام 2011، إن رموز النظام وقبيلة القذافي سيعودون إلى السلطة في الشهرين القادمين، في حال سيطرت قوات الحكومة على الوضع في البلاد.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد ثلاث سنوات على
الثورة هناك إمكانية لعودة رموز النظام السابق، حيث يقول قذاف الدم إن العديد من هؤلاء يجري محادثات مع البرلمان، الذي أجبر أعضاؤه على العمل من مدينة طبرق، في وضع يشبه النفي الداخلي.
ويبيّن قذاف الدم للصحيفة "نحن متفائلون، سيحل السلام على
ليبيا في غضون ثلاثة أشهر، وسنعود إلى ليبيا معا". وكان يتحدث من شقته الفارهة في العاصمة المصرية القاهرة.
ويلفت التقرير إلى أن عددا من ضباط الجيش الليبي قد التجأوا إلى مصر، بعد هربهم من ليبيا.
ويضيف "لم يعد الحوار عن القذافي أو الثورة، ولكنه عن إخراج ليبيا من حالة الفوضى التي تعيشها".
ويدعو قذاف الدم إلى مصالحة وطنية تشبه الحوار الوطني، الذي أجرته الأطراف اللبنانية في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية، وتطوع للمشاركة في حوار ترعاه الأمم المتحدة، وفق التقرير.
ويصف التقرير ليبيا بعد ثلاثة أعوام من الثورة على القذافي، بأنها تعيش حالة من الحرب الأهلية، خسرت فيها الحكومة العاصمة طرابلس في آب/ أغسطس، بعد دخول تحالف من الإسلاميين إليها أو ما يعرف بقوات
فجر ليبيا. واضطرت الحكومة والنواب للهرب إلى مدينة طبرق الواقعة إلى الشرق من ليبيا.
ويجد التقرير أن قوات فجر ليبيا تقاتل الآن للسيطرة على ثاني المدن الليبية وهي بنغازي، وقامت بتعيين برلمانها وحكومتها في العاصمة طرابلس. وتعيش ليبيا حالة من الحرب في شرق ليبيا، حيث شهدت المنطقة مناوشات مسلحة بين جماعات إسلامية متشددة.
وتؤكد "التايمز" فشل الجهود الدولية حتى الآن بإنهاء الحرب، وقد تصاعد القتال بعد دعم الحكومة في طبرق قوات خليفة حفتر، الجنرال السابق الذي تحول لقائد تمرد.
ويفيد قذاف الدم إنه على اتصال "مع الأطراف كافة "، وزعم أن السلطات في ليبيا طلبت دعم مئات الآلاف من الليبيين الموالين للقذافي الذين فروا إلى المنفى "نحن الغالبية"، بحسب الصحيفة.
وتعلق الصحيفة أن مصير قذاف الدم تغير بشكل سريع، فحتى الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش على الرئيس محمد مرسي، كان قذاف الدم يقبع في سجن تورا بورا بعد اعتقاله في آذار/ مارس 2013، وتعهد مرسي بترحيله وتسليمه إلى السلطات الليبية. ولكن السلطة الانتقالية التي عينها عبدالفتاح السيسي أفرجت عنه بعد الانقلاب بفترة قصيرة.
ويذكر التقرير أن الاتحاد الأوروبي قام برفع العقوبات المفروضة عليه، ما يعني أنه يستطيع السفر بحرية. ففي عام 2011 قال الاتحاد الأوروبي إن هناك أدلة عن قيادة قذاف الدم وحدة خاصة مهمتها حماية القذاقي، وأنه لعب دورا مهما في الاستخبارات الليبية الخارجية، وأنه متورط في الإرهاب.
ويقول قذاف الدم إنه يخطط للعودة إلى ليبيا، حيث وعدت حكومة طبرق بمنح كل ليبي الفرصة للمشاركة في بناء مستقبل بلده، بحسب "التايمز".
وتعلق الصحيفة أن هذا تغير ملحوظ في اللهجة، حيث ظلت الحكومة الليبية حتى شهر آب/ أغسطس تطالب بترحيله. ويعتقد قذاف الدم أن قانون العزل السياسي، الذي يحظر على رموز العهد الماضي من المشاركة في الحكم، سيتم الغاؤه، ما يسمح لمسؤولي النظام السابق المشاركة في السياسة.
ويؤكد قذاف الدم للصحيفة "لو أجرينا انتخابات اليوم لحصل القذافي على نسبة 70%، وهو ليس موجودا الآن، لكن أتباعه يمثلون الغالبية، نحن الصوت الأقوى".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه ومع ذلك يعترف قذاف الدم أن العودة للأيام الماضية ليس ممكنا "كل نظام له أخطاؤه، نحن لسنا ملائكة، ولكن أخطاءنا لا تقارن بما يجري الآن"، موضحا: "لم أشارك في الدمار الذي يجري الآن في ليبيا، ولهذا السبب أمد يدي لكل الليبيين لتحقيق السلام".