سالم سميرات،
فلسطيني بسيط، بائع خضار، وسجائر على بسطة في سوق الخضار وسط مدينة
رام الله في
الضفة الغربية، يعمل لساعات طويلة لتأمين قوت أسرته، لكن سميرات البسيط شارك في عشرات المهرجانات والمناسبات، ولقي تصفيقا حارا من قبل آلاف الجماهير، والسبب ملامحه التي تشبه كثيرا الرئيس الفلسطيني الراحل
ياسر عرفات "
أبو عمار".
سميرات لا يشبه أبو عمار في الشكل فحسب ولكنه يقلد صوته وحركاته، وحتى أشهر الخطابات التي عرفت عن الرئيس الراحل.
يقول سميرات لوكالة الأناضول "منذ أن توفي الرئيس الراحل، ارتديت الكوفية الفلسطينية، وبت أقلد خطاباته، شاركت في عشرات المهرجانات الوطنية، وفي حفلات تخريج الطلبة في الجامعات، سافرت لعدد من الدول العربية والأجنبية".
ويضيف "أنا شخص بسيط ولكن عندما ارتدي البزة العسكرية والكوفية أتحول إلى شخصية مغايرة، أصبح أبو عمار".
واستطرد قائلا "بعد وفاة عرفات خرجت بالكوفية والبزة العسكرية لشوارع رام الله، تحولت الشوارع إلى ما يشبه المسيرة، عرفات كان شخصا مقربا للشارع الفلسطيني، فمحبته باقية في قلوب الناس، فوجدوا في شخصي ولو رمزا ما يذكرهم بعرفات".
وسميرات من بلدة يطا جنوبي المدينة الخليل، يترك عائلته ويسكن في بيت بسيط، ليكسب قوت عائلته في رام الله، ويشتكي من عدم اهتمام رسمي بشخصه، ويتساءل باستنكار: "انظر أين يعيش عرفات؟"، كما ويعاني من أمراض عديدة كالسكري والضغط.
وعن عرفات يقول "يمثل عرفات الأب والقائد وبطل الحرب والسلام وشهيد السلام، ياسر عرفات قضى من أجل فلسطين وشعب فلسطين وتحرير فلسطين".
وبذات نبرات الرئيس عرفات وحركاته يقول سميرات "يا ربعي يا أخوتي أوصيكم بالتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية الوحدة الوطنية الفلسطينية الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وطالب القيادة الفلسطينية في ذكرى وفاة عرفات العاشرة كشف الجناة والذين تسببوا في تسميم عرفات.
وكانت قناة "الجزيرة" القطرية كشفت، في تحقيق لها العام الماضي، عن وجود مادة البولونيوم المشع في ملابس عرفات، ما دفع الجانب الفلسطيني إلى الموافقة على إعادة فتح ضريح عرفات وأخذ عينات من رفاته وفحصها من قبل فرق طبية روسية وسويسرية فرنسية.
وخلص التقريران الروسي والسويسري إلى وجود مادة البولونيوم المشع 210 وبكميات كبيرة، وفي التقرير الروسي أكد وجود مادة إشعاعية أخرى هي الرصاص المشع 210.
وقال توفيق الطيراوي رئيس اللجنة الفلسطينية للتحقيق بوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، للأناضول، إن التحقيق بوفات عرفات وصلت في مراحلها الأخيرة، رافضا الإفصاح عن مزيد من المعلومات لما للتحقيق من سرية، حسب قوله.
وكان الطيرواي قال في حديث سابق، إن ما توصل له التحقيق الفلسطيني بأن "عرفات لم يمت بسبب تقدم السن، أو بسبب المرض، ولم يمت موتاً طبيعياً"، متهماً إسرائيل بـ"اغتيال" الرئيس.
وبدأ الفلسطينيون في إحياء ذكرى وفات عرفات منذ الخامس من الشهر الحالي.
وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، في إحدى المستشفيات الفرنسية، بعد حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي، لعدة شهور، في مقر المقاطعة (مقر قيادة السلطة الفلسطينية) في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
ويعد عرفات أو كما يفضل أن يسميه الشعب الفلسطيني "الختيار" رمزا للقضية الفلسطينية، التي لم يختلف عليه الفلسطينيون ولا الفصائل.