جدد
الحراك الجنوبي اليمني، الثلاثاء، مطالبته للموظفين المنتمين لمحافظات شمالية بمغادرة ست محافظات جنوبية، في إطار تصعيد احتجاجاته المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وإنهاء الوحدة بين شطري البلاد التي تمت في العام 1990.
ونصب نشطاء الحراك لوحة إعلانية في ساحة الاعتصام بعدن، تتضمن عدادا بالأيام المتبقية لحلول الـ30 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وهو الموعد الذي حدده الحراك الجنوبي كآخر موعد لمغادرة الشماليين الموظفين في مؤسسات مدنية وعسكرية تقع في محافظات الجنوب اليمني، وهي عدن وحضرموت ولحج وأبين وشبوة والمهرة والضالع.
وكتب نشطاء الحراك على اللوحة التي نصبت في واجهة الساحة المركزية للاعتصام المفتوح في مدينة عدن: "إلى أبناء اليمن الشقيق في المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية، بقي 19 يوما من المهلة التي حددتها لكم مليونيتنا الأخيرة في 14 أكتوبر (تشرين الأول)، لمغادرتكم وظائفكم في الجنوب العربي".
وذُيّلت اللوحة باسم "شعب الجنوب العربي"، في إشارة إلى أن الجنوب لا يرتبط باليمن، وهو ما تتبناه بعض مكونات الحراك الجنوبي.
وتتغير الأرقام المكتوبة، وتشير إلى عدد الأيام المتبقية على انقضاء المهلة بشكل يومي، حتى حلول الموعد النهائي في آخر أيام الشهر الجاري.
وكان الحراك الجنوبي بدأ منتصف الشهر الماضي اعتصاما مفتوحا للمطالبة بالانفصال، عقب احتفال أقيم في الساحة نفسها، وخرج ببيان يطالب الشماليين بترك مواقعهم للجنوبيين، ومغادرة أراضي الجنوب، وحدد البيان لذلك 30 تشرين الثاني/ نوفمبر موعدا نهائيا.
وتأسس الحراك الجنوبي في 2007، ويضم أكثر من 20 مكونا، أغلبيتهم يطالبون بالاستقلال عن الدولة اليمنية، فيما شارك آخرون في الحوار الوطني (انتهى في كانون ثاني/ يناير الماضي)، ويطالبون بوضع خاص لجنوب اليمن في دولة فيدرالية دون انفصال.
وتعززت مطالب الحراك الجنوبي في الانفصال بعد سيطرة جماعة أنصار الله (جماعة
الحوثي) على محافظات عديدة شمال البلاد، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء التي سقطت بيد الحوثيين، وأحكموا قبضتهم على عدد من مؤسسات الدولة وممتلكات عامة وخاصة فيها منذ 21 أيلول/ سبتمبر الماضي.
واندمج اليمن الشمالي واليمن الجنوبي في دولة الوحدة عام 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من "
التهميش" و"
الإقصاء" أدت إلى إعلان الحرب الأهلية التي استمرت لشهور عام 1994، وعلى وقعها ما زالت قوى جنوبية تطالب بالانفصال مجددا.