اعتقل الأمن الموريتاني في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، الناشط الحقوقي والرجل الثالث في حركة (إيرا) المدافعة عن قضايا العبودية بموريتانيا السعد ولد لوليد، بتهمة التخطيط لحرق أكبر أسواق العاصمة نواكشوط وتنفيذ مخطط وصفته مصادر أمنية تحدثت لـ"عربي21" بالخطير.
وشهدت العاصمة نواكشوط ومدينة روصو بالجنوب الموريتاني توترا وذلك بعد مظاهرات واحتجاجات لنشطاء حركة (إيرا) الحقوقية، والتي أسرفت عن اعتقال العديد من نشطاء الحركة بينهم رئيسها المرشح للانتخابات الرئاسية الماضية بيرام ولد أعبيدي.
وقد أقدمت الشرطة الموريتانية على قمع مسيرة نظمتها الحركة بعد اعتقال عدد من رموزها في روصو إثر محاولة أنصار الحركة الدخول إلي المدينة في مسيرة شعبية تطالب بتحرير المزارع والمزارعين من قبضة رجال الأعمال والدولة.
وقال القيادي بحركة (إيرا) حماده ولد أحبوس، في تصريح خاص لـ"عربي21" الأربعاء، إن التهمة التي أطلقها الأمن بأن القيادي بالحركة السعد ولد لوليد كان يخطط لحرق سوق العاصمة، مجرد تهمة لا أساس لها من الصحة تم تلفيقها بهدف اعتقال الناشط ولد لوليد، مضيفا أن السلطات الحالية عودتهم على "تلفيق التهم" من أجل تمرير أجندتها في اعتقال النشطاء والتضييق على المدافعين عن طبقة العبيد والعبيد السابقين في البلد.
وأكد ولد أحبوس في حديثه لـ"عربي21" أن رئيس الحركة بيرام ولد أعبيدي لا زال رهن الاعتقال في قسم للدرك الموريتاني بمدينة روصو على ضفة النهر.
وقال ولد أحبوس، إنه حصل على معلومات تفيد بأن السلطات الموريتانية تخطط لتوجيه تهم كبيرة للناشط بيرام ولد أعبيدي.
وكانت انتقادات واسعة قد وجهت لحركة (إيرا) بعد محاولة عناصر منها الاعتداء على مفتى البلاد أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن في المسجد الجامع بنواكشوط، حيث اعتبر عدد المدونين ونشطاء الفيس بوك أن تصرفات نشطاء حركة (إيرا) مؤخرا تظهر أنهم باتوا يعملون خارج الأطر القانونية المعمول بها في البلد، وإن أهدافهم أصبحت أقرب للتخريب، من خلال استهداف رموز البلد.
غير أن البعض ألمح إلى إمكانية وجود علاقة ما بين السلطات الحالية وحركة (إيرا) الحقوقية، حيث كتب مؤسس الخطوة الأولى للتنمية الذاتية محمد الأمين ولد الفاضل على صحفته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: "يبدو أن هناك تطورات غير واضحة في علاقة إيرا بالسلطة، ومع أن هذه التطورات لم تتحدد معالمها بعد، إلا أن هناك حدثا لافتا لم يتوقف عنده أي أحد رغم غرابته، ويتعلق الأمر بالمؤتمر الصحفي الذي عقده بيرام في اليوم الذي سبق أحداث روصو، وقد قال بيرام في هذا المؤتمر إن حركته قررت إنهاء حراك المساجد الذي بدأته قبل أسابيع، معطية بذلك إشارة إيجابية تجاه خطوة السلطات التي وصفها بالإيجابية، وذلك حين أحجمت يوم الجمعة الماضية عن قمع مناضلي حركة إيرا واعتقالهم في المسجد السعودي".