أثار عرض كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (
حماس) خلال
مهرجان "عهد الانتصار للقدس والشهداء الأبرار" برفح جنوب قطاع غزة الخميس، صندوقا أسود كبيرا - كُتب عليه باللغتين العربية والعبرية (
الصندوق الأسود) - تساؤلات لدى كثير من المتابعين..
وتحدث نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية في وقت سابق خلال زيارته لرفح، عن أن
رفح تعتبر هي "الصندوق الأسود"، وأخفت كثيرا من الأسرار، وكرر القيادي بالحركة مشير المصري نفس الحديث في مناسبة أخرى برفح.
وقال المصري: "رفح لديها أسرار كبيرة أخفتها في المعركة لن تكشف عنها إلا بثمن كبير، وتبقى (رفح الصندوق الأسود) وصانعة الانتصار، فيما كرر عبارة (رفح الصندوق الأسود) مُجددًا خلال حفل لتكريم الإعلاميين القيادي فتحي حماد..".
ومنذ ذلك الحين تم تداول تلك العبارات بكثرة من قبل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ونشطاء الإعلام الجديد، حتى حولها البعض إلى (هاشتاغ)، وأصبح يطلق على رفح (الصندوق الأسود)، لما تُخفيه من أسرار خلال معركة العصف المأكول، كما قالت قيادات حركة حماس.
وعرضت القسام خلال المهرجان مجموعة من الصواريخ المصنعة محليًا كـ "M75"، وقاذف "107" وغيره من الصواريخ والمنصات والمضادات الأرضية، وبحوارها الصندوق الأسود، الذي أثار الجماهير وضيوف المهرجان ووسائل الإعلام التي التقط له صورًا وبجواره مسلحين من كتائب القسام.
وتساءل الكثيرون عن سبب إصرار ذكر الصندوق الأسود بكل مناسبة في رفح من قبل قيادات حماس، وعرض الصندوق المصمم من قضبان حديدية وقطعة من الجلد الأسود تُغطيه لأول مرة على هيئة مُجسم، ما يُثير فضول الكثيرين لمعرفة ما تُخفيه رفح.
وترى مصادر أن الأمر ربما يعود لأسرار حول مصير الجندي المفقود في رفح هدار جولدن، الذي اختفت آثاره في عملية مُعقدة في الأول من آب/ أغسطس الماضي خلال اشتباك مسلح شرقي المدينة، أو ربما عن أسرار أخرى يُخفيها القسام ولا يريد الحديث عنها في هذه المرحلة.
ويرى البعض أن عرض الصندوق الأسود في المهرجان والحديث عنه في تصاريح سابقة على لسان قادة من "حماس"، بهذا الإطار، هو بمثابة رسالة قوية للكيان الإسرائيلي، "أن لدى رفح الكثير من الأسرار لا يمكن أن يتم تقديمها أو الافصاح عنها بالمجان، دون مقابل..".
وشهد المهرجان الذي أقيم على شرف تكريم شهداء رفح الذين ارتقوا خلال معركة "العصف المأكول"، والبالغ عددهم نحو 425 شهيدًا، وعلى رأسهم قائد لواء رفح رائد العطار، والقائدان محمد أبو شمالة ومحمد برهوم، وقيادات سرايا القدس دونيال منصور وصلاح أبو حسنين، حضورًا حاشدًا.
وشارك في تأمينه المئات من عناصر القسام، الذين انتشروا داخل وخارج المهرجان، وسبقه عرض نظمته الكتائب لمجاهديها في الطرقات بواسطة الجيبات، فيما تزينت منصة المهرجان بمجاهدي وحدة القنص بسلاحهم وملابسهم المُثيرة والمميزة، فيما شاركت طائرة صغيرة في تصوير المهرجان من السماء.