في وقت تجاهلت فيه العدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة والمسجد الأقصى، مكتفية بتغطيات خبرية خجولة، لجأت الصحف
المصرية في الآونة الأخيرة إلى تهدئة خطابها تجاه
قطر، بعد أن كان مليئا بالسباب والاتهام بالتآمر، مشيرة في أعدادها الصادرة الأربعاء إلى أن قطر تعهدت بوقف "الحملات التحريضية ضد مصر".
وفي المقابل، صعدت تلك الصحف من هجومها الكاسح على
تركيا وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، واتهمتهما بالتآمر على مصر، واتهمت تركيا بتدبير مؤامرة لتدريب الشباب المصري في أنقرة وإسطنبول، في حين اتهمت "حماس" بالوقوف وراء هجوم "كرم القواديس" الذي أودى بحياة 33 جنديا مصريا في سيناء.
مخطط تركي يستهدف مصر
شنت صحيفة "الأهرام" المصرية (القريبة من النظام الحاكم) هجوما شديدا على تركيا، ونشرت في الصفحة الأولى الأربعاء تقريرا تحت عنوان: "مخطط تركي لضرب استقرار مصر .. تدريب الشباب على نشر الفوضى تحت شعار التغيير".
وزعم التقرير أن تركيا بدأت بـ"استغلال عدد من الشباب المصري بتدريبهم على أساليب نشر الفوضى في مصر خلال المرحلة المقبلة تحت شعار التغيير وآليات العمل الديمقراطي".
وتضمن "المخطط التركي" -وفق الأهرام- استقطاب بعض منظمات المجتمع المدني المصرية لترشيح شباب للتدريب في إسطنبول وأنقرة بدعم إخواني، وبالتنسيق مع مؤسسة "أكاديمية 12 شهر" التركية، إذ يتم إرسال الدعوات لهم، وتسهيل حصولهم على تأشيرة الدخول في مطار إسطنبول، دون أي إعلان عن ذلك في مصر لعدم لفت الانتباه، وفق الصحيفة.
وتقوم المؤسسة التركية -بحسب "الأهرام"- بتدريب الشباب لمدة أسبوع، "ومن يتفاعل منهم مع اتجاهات المؤسسة يتم دعوته لدورة تدريبية أخرى متقدمة لمدة أسبوعين، تركز على استغلال قضايا المرأة وحقوق الإنسان في كيفية نشر الفوضى تحت شعار التغيير، وسبل بناء تحالفات شبابية ومجتمعية لاستقطابها في تنفيذ المخطط".
عملاء أمريكا من مصر بتركيا
وتعزيزا لهجوم "الأهرام" على تركيا، قال الكاتب أحمد موسى في الصحيفة الأربعاء تحت عنوان: "عملاء أمريكا" إن "العملاء بدأوا في التوجه إلى تركيا لتلقي دورات تحت مسمى جيل التغيير، الذي تتولى تمويله إحدى الجهات المنبثقة عن الكونغرس الأمريكي"، على حد زعمه.
وأضاف موسى أن هذه الدورات هدفها "تكوين مجموعات من مختلف الفئات العاملة في مجالات الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان، واستخدامهم في التوقيت المناسب لتنفيذ الأجندة المطلوبة، التي تصب في شريان المخطط الذي تشارك فيه عدة بلدان، ومنها تركيا وقطر وأمريكا، وهو ألا تستقر مصر، طالما يحكمها رئيس جاء بعيدا عن رغبات هذه الدول"، على حد تعبيره.
حماس خطَّطت لـ"كرم القواديس"
تفاجأ الرأي العام في مصر، الثلاثاء، بتقارير موحدة في الصحف المصرية توجه أصابع الاتهام إلى قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، بالتخطيط لعملية "كرم القواديس"، التي سقط فيها 33 مجندا من الجيش، دون أن تشير إلى أي تحقيقات أجرتها الأجهزة الأمنية في هذا الشأن.
وبأسلوب تحريضي، ومجافٍ للمهنية، قالت "اليوم السابع": "بالأسماء والمعلومات.. حماس قتلت جنودنا في سيناء.. خالد مشعل اجتمع مع فتحي حماد وزير داخلية الحركة السابق بمخيم النصيرات يوم 13 أكتوبر للتخطيط لعملية كرم القواديس.. في 8 أكتوبر: هرّبوا أبو مؤمن البغدادي عبر الأنفاق.. والتقى حازم المنيعي القيادي بأنصار بيت المقدس لتنفيذ العملية التي قادها الزهار من غرفة العمليات".
ولم يكن هناك مصدر يتمّ عَزْو هذه المعلومات إليه، بل اكتفت الصحيفة بالقول: "حسب معلومات مؤكدة"، ما يشي بأن مصدر المعلومات هو الأجهزة الأمنية، وفق محللين.
وفي السياق نفسه، قالت "الوطن": "مصادر أمنية: حماس وراء عملية كرم القواديس.. ومشعل صاحب الفكرة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن "أجهزة سيادية حصلت على معلومات مهمة تؤكد أن حركة حماس وراء تنفيذ عملية كرم القواديس الإرهابية، وأن مشعل هو صاحب فكرة تصعيد العمليات ضد الجيش المصري في سيناء، وأنه كلّف وزير الداخلية السابق في حكومة الحركة، فتحي حماد، بالتنسيق بين الحركات الجهادية في سيناء، لتنفيذ العملية، وعقد اجتماعا بشأنها يوم 20 أكتوبر الماضي داخل غزة، بحضور محمود الزهار، وزير الخارجية السابق في حكومة الحركة، وأعضاء آخرين بحماس، مثل فؤاد أبو عوف، ومعاذ الشريف، وطارق برهوم".
وتأتي هذه الرواية على الرغم من أن مشعل لم يدخل إلى قطع غزة منذ سنوات، وأنه حتى إذا أراد الدخول إلى القطاع فلا بد أن يتم ذلك أولا من خلال الطرف المصري.
مهمات حمساوية بسيناء
واصلت الصحف المصرية فبركتها، الأربعاء، بخصوص "حماس". فنقلت "اليوم السابع" عن مصادر مطلعة قولها إن الأجهزة الأمنية بشمال سيناء وجدت مهمات عسكرية تنتمى لحركة "حماس"، تتمثل في أفرولات، وأغطية رأس، بكميات كبيرة، تستخدم في المهام الميدانية، بحوزة أحد العناصر "التكفيرية" الخطرة التي تمت مداهمة أوكارها خلال الأيام الماضية.
مخطط إخواني تركي حمساوي
وفضلت جريدة "الوطن" أن يكون "المخطط" هذه المرة طبقا لمانشيتها "الأربعاء": "مخطط إخواني - تركي - حمساوي للفوضى المسلحة في 28 نوفمبر".
فزعمت "الوطن" أن مصادر سيادية كشفت لها عن وجود مخطط بين تنظيم
الإخوان وحركة "حماس" وتركيا، لإشاعة الفوضى المسلحة في 28 نوفمبر الجاري، وأن اجتماعا تنسيقيا، عُقد قبل يومين، في أحد فنادق مدينة إسطنبول التركية، حضرته قيادات من حماس، وممثلون عن "التنظيم الدولي للإخوان"، وعناصر من المخابرات التركية، "لمناقشة تحركات الأطراف الثلاثة التي تتضمن الدفع بعناصر حمساوية إلى مصر عبر البحر أو الشريط الحدودي لسيناء، للمشاركة في عمليات العنف المسلح".
ويُذكر أن مصطلح "مصادر سيادية" يشير في الغالب إلى "أجهزة
المخابرات المصرية" التي تضع نفسها في مرتبة "السيادة".