بريطانيون يتبرعون لتمويل إرسال مركبة فضاء للقمر - أرشيفية
بإمكانك إرسال صورك ورسائل مكتوبة، وعينات من الحامض النووي الخاص بك في كبسولة تدفن على سطح القمر.. هذا ليس شيئاً افتراضياً، بل حلم سيتحول إلى حقيقة، بعد إعلان علماء بريطانيين عن خطط لإنزال مركبة فضاء إلى سطح القمر، ممولة بالكامل من أموال جمع التبرعات فى غضون 10 سنوات.
المشروع يحمل اسم "المهمة القمرية الأولى"، ويهدف إلى استكشاف القطب الجنوبي في القمر، للوقوف على إمكانية بناء قاعدة بشرية عليه في المستقبل، بحسب ما ذكرته صحيفة "التلجراف" البريطانية على موقعها الإلكتروني الخميس.
ويأمل الفريق جمع 600 ألف جنيه إسترليني عن طريق الخدمة الإلكترونية للتمويل "كيك ستارتار"، خلال الأسابيع الأربعة القادمة، لتمويل المرحلة الأولى من المشروع.
ولقياس مدى نجاح المهمة، بدأ الفريق الأربعاء، تلقي التبرعات الأولية التي ستستمر حتى أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2014.
وفي يناير/ كانون الثاني 2015، سيبدأ تشكيل فريق إدارة المشروع وتقييم المخاطر.
وبحلول عام 2017، سيضع فريق العمل اللمسات الأخيرة للتكلفة النهائية للمهمة، وفي العام التالي سيتم تصميم المركبة الفضائية.
وبحلول عام 2021 سيتم اختبارات الإطلاق التي ستستمر حتى 2023، قبل إطلاق المهمة إلى سطح القمر في عام 2024.
فكرة المشروع، جاءت من "ديفيد أيون"، وهو ضابط سابق في البحرية البريطانية، ومستشار مالي أنجز أكثر من 150 مشروعاً في التكنولوجيا والفضاء، بما في ذلك برنامج الملاحة عبر الأقمار الصناعية العسكرية البريطانية "سكاي نت".
وقال ديفيد أيون، الذي يقود المشروع، إنه أطلق هذه المبادرة؛ لأن الحكومات تواجه صعوبات في تمويل المهمات الفضائية.
وأضاف: "بإمكان أي شخص في العالم المشاركة ولو بمقدار جنيهات قليلة، وستضيف (المهمة القمرية الأولى) إلى فهمنا أصل كوكبنا والقمر".
ولاقت الفكرة تأييد مجموعة من علماء الفضاء والمنظمات المعروفة، من بينهم عالم الفلك الملكي "لورد رييس".
وعلى مدار السنوات الأربع القادمة، سيستقبل المشروع التبرعات من العامة، الذين سيكون بإمكانهم شراء مساحات تخزين إلكترونية على المركبة، لرسائلهم النصية، وصورهم، وموسيقاهم، ومقاطع الفيديو، ويتوقع القائمون على المشروع أن تصل التبرعات إلى 3 مليارات جنيه إسترليني.
كما يمكن للمتبرعين تخليد أنفسهم بإرسال خصلة من شعرهم، إذ يقول الفريق العامل على المشروع إنها قد تعيش لمدة مليار عام.
وتبلغ تكلفة الرسائل القصيرة بضعة جنيهات إسترلينية، والصور المضغوطة بضعة عشرات من الجنيهات، بينما تبلغ تكلفة الفيديو المضغوط حوالي 200 ألف جنيه إسترليني. أما تكلفة إرسال شعرة فتبلغ حوالي 50 ألف جنيه إسترليني.
كما ستحمل المركبة أرشيفاً إلكترونياً عاماً لتاريخ البشرية والعلوم، الذي سيجمع كتراث يبقى حتى في حال فناء الجنس البشري.
ويرى القائمون على المشروع أن إسهام الناس في تمويل المهمة سيجعلها أكثر تفاعلية.
وتعليقاً على المهمة، قال البروفيسور "آلان سميث"، رئيس قسم الفضاء والفيزياء بكلية لندن الجامعية: "المهمة تعتبر من المشروعات الرائعة التي تستحق أن تنجح".
وأضاف: "بعد أربعين عاماً على برنامج "أبولو" للوصول إلى سطح القمر، هناك العديد من الأسئلة المهمة التي لا تزال دون إجابة، ومنها أصل القمر، وهيكله الداخلي، وتأثيره على بداية الحياة على كوكب الأرض".
وكانت مهمة البعثة "أبولو 11" التابعة للولايات المتحدة، هي أول مهمة مأهولة تهبط على سطح القمر في 20 يوليو/ تموز 1969.