نشر الكاتب والصحفي البريطاني داود عبد الله مقالاً حول قائمة
الإمارات للمنظمات
الإرهابية، في موقع "ميدل إيست مونيتور"، قال فيه إن "قرار الإمارات العربية المتحدة بضم عدد من المنظمات الإسلامية الأميركية الكبرى، مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) والجمعية الإسلامية الأميركية، إلى 83 منظمة دولية، وتصنيفها منظمات إرهابية، يعد خطوة جديدة ويائسة لمحاربة
الربيع العربي، الذي وعد بالحرية والاستقلال عن التبعية الغربية".
ويشير الكاتب إلى أنه "منذ بداية الربيع العربي، خططت الدول العربية مدعومة من القوى الاستعمارية للإطاحة بالانتفاضة الشعبية بالوسائل كلها. وكانت واحدة من الأساليب المتكررة التي استخدمت هي "شيطنة" الإسلام السياسي، خاصة الإخوان المسلمين، الذين كانوا في مقدمة الثورات الشعبية ضد الظلم، منذ بداية القرن العشرين".
ويرى عبد الله أن هناك سبباً آخر إلى جانب الإضعاف، وفي النهاية وقف الثورات، وشيطنة الإخوان المسلمين، هو خلق فراغ ديني يمكن للعلماء والرموز والمنظمات الدينية، الذين رضي عنهم الحكام المستبدون ملأه بسهولة. وهو ما يعني الحفاظ على الوضع القائم قبل الثورة من خلال تقديم المبرر الديني.
ويلفت الكاتب إلى أنه في وضع شوهت فيه سمعة الإخوان المسلمين، وتراجعت فيه شعبية تنظيم القاعدة سيُجبر السكان على قبول الخطاب، الذي صادق عليه الحكام الطغاة، ما يعني نهاية الثورة. وقد استخدمت هذه الآلية ونجحت في مصر.
ويبين عبد الله أنه بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهي دولة قائدة في مكافحة الثورات العربية، وذلك من أجل تأكيد تأثيرها وحماية الهيمنة الغربية، منذ عام 2006 عندما دعمت محمد دحلان للإطاحة بحكومة حماس المنتخبة.
ويذكر الموقع أن الإمارات تبنت، إضافة لبرامج التمويل وتقديم الدعم السياسي والمضاد للثورة، استراتيجية تقدم من خلالها الإسلام المسالم الخانع الخاضع للاستعمار. فقد استغلت تطرف القاعدة وانتقاد الإخوان المسلمين، وقامت بصياغة ما أسمته "الإسلام
المعتدل".
ويذهب الكاتب إلى أنه منذ ذلك الوقت قامت الإمارات بدعم وتمويل عدد من الوعاظ في المنطقة؛ كي تصور أن الإسلام لا يتعدى تجربة العلاقة الشخصية بين الإنسان وخالقه، وهي العلاقة التي تظهر من خلال الشعائر والعقائد، ما حول الإسلام إلى مجرد تجربة روحية دون أبعاد اجتماعية وثقافية أو سياسية.
ويشير عبدالله إلى أنه في محاولة لمواجهة "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي يعتبر من القوى الرائدة المدافعة عن الربيع العربي، قامت الإمارات بتشكيل "مجلس الحكماء" بداية هذا العام. وتتراوح عضوية هذا المجلس بين "علماء" أصدروا فتاوى لتبرير قتل آلاف الأبرياء في مصر، والشخصيات العامة التي طالبت من الشباب "الجلوس في البيت، وتعلم الدين وإطاعة من يضطهدونهم". ودور هذا المجلس واضح لا جدال فيه، وهو نشر الإسلام المستَعمَر.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "تظهر أجندة الغرب الاستعمارية بوضوح اليوم أكثر من أي وقت مضى، والخطوة الأخيرة من دولة الإمارات لتصنيف منظمات إسلامية في الغرب تلقي الضوء على الحقيقة التي لا يمكن إنكارها: هناك حرب عالمية ضد (الإسلام السياسي) الذي يدافع عن العدل، كجزء ضروري من الإسلام".