يترقب العالم اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبيك" الذي سيعقد في العاصمة النمساوية فيينا، الخميس.
ويحبس العالم أنفاسه في الوقت الذي تغيرت فيه
أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ إذ بلغ سعر برميل النفط 80 دولاراً، ويمكن للأمريكيين التزود بالنفط مقابل ثلاثة دولارات للغالون الواحد.
والسؤال الأهم هنا هو: كيف يمكن أن تستجيب منظمة "أوبيك"؟ فالدول المنتجة للنفط لم تخفض من حجم تصديرها، إلى الآن، وهنالك حجم فائض من النفط في السوق العالمية.
وبحسب تقرير لوكالة "سي إن إن"، تنقسم آراء الخبراء الذين سيتفحصون بقرب نتائج اجتماع المنظمة، فمنهم من يرى أنها ستقطع إنتاجها للنفط، وبالأخص السعودية التي رفضت التقليل من إنتاجها للنفط لأنها تود أن تضغط خصمها الإقليمي، إيران، التي تترنح بسبب العقوبات المفروضة عليها لبرنامجها النووي.
ومع كل هذه التغيرات السياسية بالمنطقة، فقد يبدو الوقت غير مناسب للاستثمار في النفط، خاصة بعد أن واجهت أسهم شركات الغاز والنفط تضخماً إثر انخفاض الأسعار، ولكن يمكن أن تشكل اللحظة للمستثمرين فرصة مثالية لصفقة مربحة.
محطات التزود بالوقود
قد تكون أفضل طريقة للاستثمار في مجال النفط وسط أسعار أسهمه المنخفضة، هو شراء أسهم محطة لتوزيع الوقود.
ويقول المحلل في مركز تقديم المعلومات المتعلقة بأسعار النفط، توم كولزا، إن السائقين الذين يرون تغييراً في أسعار النفط المعلنة في محطات الوقود، قد يشكون بأن الأعمال لا تسير على ما يرام، ولكن قد يمكن النظر إلى الأمر بصورة مختلفة؛ إذ إن أسعار الوقود المنخفضة تعني شراءً أكبر، وبالتالي قيادة أكثر.
وقد لاحظ المستثمرون في المجال ارتفاع أسهم الشركات المالكة لمحطات التزود بالوقود خلال الشهر الماضي، مثل "CST" التي ارتفعت أسهمها بمقدار 20 في المائة، وشركة "Marathon Petroleum Corporation" التي ارتفعت أسهمها بمقدار 14 في المائة.
وأشار كولزا إلى أن "نتائج أرباح الشركات المستثمرة بهذه المحطات خلال الربع الأخير من العام، قد تكون بأفضل حال لها منذ فترة طويلة".
هل ترتفع الأسعار قريباً؟
رغم أن منظمة "أوبيك" فقدت الكثير من نفوذها خلال الأعوام الأخيرة، وذلك بسبب الشجار وتسريع الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة، إلا أنه يمكنها أن ترفع من أسعار النفط إن تَوافَق الأعضاء على التقليل من إنتاجهم.
ويرى كلوزا أن "عملهم جاهز الآن"، ويضيف: "هنالك تساؤل حول قدرة أوبيك على أن يتمكن من إيجاد حل للتمكن على الأقل من إيقاف النزيف في هذه اللحظة".
ويقول لارس إيريك، من شركة "Rystad Energy" إن السوق العالمي مندهش من كيفية ثبات النمو الفائق في إنتاج النفط بأمريكا الشمالية، إذ إنه استمر بالنمو رغم انخفاض أسعار النفط.
صناديق التحوط (المحافظ الوقائية)
وهي الصناديق الاستثمارية التي تستخدم أساليب معينة لجني أرباح بمستويات مخاطرة عليا، إذ يمكن أن يشارك المستثمر برأس مال صغير وأن يخرج بأرباح كبيرة، وهذا القطاع أثبت حبه للنفط؛ إذ تشير إحصائيات دراسة أجرتها شركة "S&P Capital IQ" إلى أن الأسواق العشرة المختصة بالنفط في هذا النوع من الاستثمار، ارتفعت بمقدار 4.4 مليار دولار خلال الربع الماضي من العام.
ورغم أنه قد يصعب تفسير توجه هؤلاء المستثمرين لقطاع النفط، إلا أنهم على الأرجح يرون فيه استثماراً جيداً على المدى الطويل، خاصة وأن معظم الشركات المسؤولة عن هذا القطاع تعمد للحفاظ على أسهمها لفترات زمنية ثابتة، وفقاً لمحلل شركة "S&P Capital IQ" بافل سابيك، المشرف على الدراسة.
وأشار خبراء إلى أن أسعار النفط قد تظل منخفضة خلال العام أو العامين المقبلين، إلا أنهم استبعدوا أن يظل الوضع على ما هو عليه إلى الأبد.