حذرت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون للمساعدات الإنسانية كيونغ-وا كانغ، من أن
الهجمات العرقية على عمال
الإغاثة المحليين تعرقل توصيل المساعدات للمناطق المتأثرة التي مزقتها الحرب في جنوب
السودان.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول في جوبا، قالت "كانغ"، إنه "نظرا للهوية العرقية للموظفين المحليين، كان من الصعب العمل في بعض المناطق ما سبب عددا كبيرا من التحديات".
وأضافت
المسؤولة الأممية: "نحو 13 من عمال الإغاثة فقدوا أرواحهم بالفعل، في حين اختفى البعض واختطف آخرون وأُخِذوا رهائن".
وتابعت "كانغ" التي وصلت إلى جنوب السودان في زيارة لـ3 أيام، انتهت الجمعة الماضي: "لدينا موظفون وطنيون طردتهم عناصر أمن محلية، لمجرد أن مظهرهم يدل على العرق الذي ينتمون إليه".
ومضت قائلا: "هذا يجعل من العثور على الموظفين الوطنيين، ذوي الخلفية العرقية المناسبة الذين يمكنهم العمل في مناطق معينة أمرا صعبا، وذلك كان علينا أن نحاول تأمين موظفينا الوطنيين".
وأشارت "كانغ" إلى أنه بينما هناك إرادة قوية لحماية عمال الإغاثة كان على المستوى السياسي، كان الوضع مختلفا تماما على أرض الواقع.
وزادت بالقول: "كانت المشكلة الحقيقية عندما يعملون في الميدان، حيث الترهيب والمضايقة وحتى الاعتداء على العاملين في المجال الإنساني ونهب الإمدادات من قبل عناصر الأمن المحلية".
وأعربت عن أسفها قائلا: "الأمر كان مثيرا للإحباط إلى حد كبير في الوقت الذي ينبغي أن لا يكون الأمر كذلك، والعاملون في المجال الإنساني الذين يقومون بأعمال نيابة عن الشعب لا ينبغي مضايقة وترهيبهم".
ولفتت إلى أنه على الرغم من كل التحديات الأمنية، كانت عمليات تسليم المساعدات ناجحة.
وأتبعت المسؤول الذي يشغل أيضا منصب نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ: "على الرغم من صعوبة الأمور، شهدنا حقا تزايد انعدام الأمن الغذائي، وحذرنا من مجاعة محتملة، ولكننا أعدنا تنظيم صفوفنا، وتحديد أولوياتنا، لتجنب مجاعة".
وأضافت: "لكن ذلك لم يبعد الخطر كثيرا، وثمة إمكانية أن نشهد الشهرين المقبلين فترة حرجة عندما يرتفع مستوى انعدام الأمن الغذائي، ونحن نراقب عن كثب".
وخلال زيارتها التي تستمر ثلاثة أيام، وجهت المسؤولة الأممية نداء عاجلا من أجل جمع 600 مليون دولار لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية المتضررة من جراء النزاع المستمر.
وأشادت "كانغ"، في الوقت نفسه، بتفاني عمال الإغاثة مما ساعد على تجنب حدوث مجاعة محتملة.
وأردفت: "أعتقد أنهم كانوا سيستسلمون إذا كانوا أقل شجاعة، ولكن الكثير منهم استمروا وبقوا، لأنهم يرون أن هناك حاجة إلى العمل".
واختتمت بالقول: "نحن أيضا كنا أقوياء للغاية في التعامل مع تفشي وباء الكوليرا، وكان ذلك إلى حد كبير بسبب مشاركتهم القوية".
ومنذ كانون أول/ ديسمبر 2013، تشهد جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية، ومعارضة مسلحة يقودها ريك مشار، ولم تفلح مفاوضات أطلقت في أديس أبابا في كانون ثاني/ يناير، أو اتفاق لوقف إطلاق النار وقعه الطرفين في آيار/ مايو، إضافة إلى اتفاق أخير في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في وضع نهاية للصراع.
وسقط ضحية الصراع أكثر من 10 آلاف شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة التي أشارت إلى نزوح نحو مليون آخرين، 51% منهم تقل أعمارهم عن 15 عاما بسبب موجة العنف التي تجتاح البلاد.