قالت صحيفة "الغارديان" إن الغارات الأميركية تدفع المعارضة السورية التي تقاتل ضد نظام بشار
الأسد لعقد تحالفات مع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"
داعش". وأجرت مراسلة الصحيفة منى محمد سلسلة من المقابلات مع قيادات ومقاتلين في الجيش السوري الحر.
وتقول الصحيفة إن مقاتلي
الجيش الحر والجماعات الإسلامية ينضمون إلى تنظيم الدولة، الذي يسيطر على مساحات واسعة في كل من
سوريا والعراق.
وتضيف أن بعض الكتائب أقسمت الولاء للتنظيم فيما عقدت بعضها تحالفا تكتيكيا أو توصلت لوقف إطلاق نار وهدن مؤقتة مع تنظيم الدولة.
ولاحظت الصحيفة زيادة نسبية في الدعم الشعبي للتنظيم في بعض المناطق بين المدنيين خاصة بعد الغارات الأميركية. ويقول أبو طلحة، الذي انشق عن الجيش الحر ويتفاوض مع مقاتلين آخرين في جبهة النصرة لحثهم على الانضمام "لقد أصبح تنظيم الدولة المغناطيس الذي يجذب إليه أعدادا من المسلمين".
وتنقل الصحيفة عن عصام مراد، الذي يقاتل مع فرقة مكونة من 600 شخص في ريف حمص، قوله "لا مجال لمواجهة تنظيم الدولة بعد الحملة العسكرية الأميركية ضده".
فيما يورد التقرير قول أبو زيد، وهو قائد فرقة في إدلب وانشق قبل ذلك عن نظام بشار الأسد "يتساءل السكان هنا عن سبب تردد الولايات المتحدة لإنقاذهم، وفي الوقت نفسه تقوم باستهداف تنظيم الدولة بعد سيطرته على قطعة من الأرض، كنا نشطين في قتاله، فقد صادر أراضينا المحررة، وفي الوقت الحالي إن لم يكن هناك تحالف معه، فنحن في هدنة مع مقاتليه".
وتفيد "الغارديان" أن هؤلاء وغيرهم من المقاتلين السوريين يقولون في لقاءات عبر الهاتف أو "سكايب" إن الغارات الأميركية تؤدي لتغير في مواقف المعارضة السورية والمقاتلين لصالح تنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن عمر وليد، أحد مقاتلي الجيش السوري الحر في حماة، قوله "أشعر بالخوف من انضمام الكثيرين لـ(داعش)؛ بسبب خيبة أملهم من الإدارة الأميركية، انظر لوسائل التواصل الاجتماعي لتجد أن الناس والقادة يتحولون إلى جانبه".
وأضاف "منذ ثلاثة أعوام لم نحصل على أسلحة من الولايات المتحدة، وكل ما جاء من أميركا من أسلحة فهي لقتال تنظيم الدولة".
ويذكر أبو طلحة أنه انضم للجيش الحر بعد الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي بعد اندلاع الثورة بفترة قصيرة في آذار/ مارس 2011. وأصبح قائدا لمجموعة "أنصار الحق" في الغوطة، شرق العاصمة دمشق. وعندما شعر بخيبة أمله من الجيش الحر، واعتقد أنه أصبح أداة بيد المخابرات الأجنبية ولم يعد قادرا على القتال، وجرح أربعة من قادة الفصيل انشق وانضم إلى "داعش".
ويقول أبو طلحة للصحيفة "منذ ذلك اليوم، أقسمت ألا أقاتل تحت الراية التي تحمل علامة الجيش الحر حتى ولو لثانية. وبحثت عن الجهاديين الحقيقيين كي أقاتل معهم ولم أعثر عن جهاديين أفضل من مقاتلي (داعش). وقلت للمقاتلين معي: سأنضم لـ(داعش) وأنتم أحرار لاتباعي أو المضي في طريقكم".
وتشبر الصحيفة إلى أن 200 من اتباعه قرروا تقديم الولاء لتنظيم الدولة، وهو تحرك اعتبره الجيش الحر والمدنيين عارا، وبعد ذلك بدأت الغارات الأميركية على التنظيم.
ويتابع أبو طلحة "كل من كانوا يلعنوننا ويهاجموننا على انضمامنا لتنظيم الدولة عادوا وقدموا الولاء له، وهناك عدد من قادة الجيش الحر، وأعضاء في كتائب إسلامية وحتى الناس العادين طلبوا حكم (داعش)".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة لقوله إن مجموعات صغيرة أعلنت عن ولائها لتنظيم الدولة بشكل مفتوح، لكن الكتائب الكبيرة في إدلب وحلب ودرعا والقلمون وجنوب دمشق بايعته سرا، "هناك كتائب تتفاوض مع التنظيم لتوحيد القوى ومواجهة العدوان الأميركي".