قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن
تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" خفف من شروط انضمام الجهاديين الأجانب لصفوفه، وبالتالي من إجراءات التدقيق، في محاولة منه لزيادة أعداد المقاتلين وتعزيز قوة "الخلافة".
ونقلت روث شيرلوك، معدة التقرير، عن ناشطين يعملون في جهود التجنيد من بيوت آمنة قولهم إن التنظيم لم يعد يدقق كثيرا في ملفات المجندين الجدد الأمنية منعا للتجسس.
وينقل التقرير عن ناشط سوري يعيش في تركيا ويشرف على بيت آمن لنقل المقاتلين إلى داخل بلاده، أشارت إليه باسم "أبو أحمد"، قوله "دعا أبو بكر البغدادي كل المسلمين للقدوم إلى أرضه وعليه فالإجراءات أقل تشددا"، مضيفا "يمكن لأي مسلم السفر إليهم، فهم يريدون كل واحد".
والتقت الصحافية بـ"أبو أحمد" في مقهى محلي في بلدة أورفة، القريبة من الحدود التركية مع
سوريا، التي تقع على الخط الرئيسي للجهاديين المسافرين إلى هناك.
ويبين أنه ومنذ العام الماضي عمل على استقبال الأجانب وتأمينهم في تركيا، ومن ثم نقلهم إلى سوريا.
ويضيف للصحيفة "بدأت العملية عندما اتصل بي صديق من حلب، وقال هناك أشخاص نريد إدخالهم إلى سوريا، وقال إنهم سيكونون ضيوفا على البلد، ولهذا أخذتهم إلى بيتي عندما وصلوا إلى تركيا".
ويتابع: "أول ضيف كان جهاديا من السعودية، والثاني من تونس وبدأت الأمور هكذا. جاء معظمهم من دول الخليج ومن الإمارات العربية المتحدة". ورغم أنه لم يستقبل بنفسه أجانب، إلا أنه يعرف أصدقاء أمنوا غربيين وساعدوهم في الدخول إلى سوريا.
ويقول المسؤولون عن البيوت الآمنة إن التنظيم في السابق كان يعطي المسؤولين عنها تعليمات متشددة قبل تقديم المساعدة لأي شخص.
وتفيد الصحيفة إن روايته تماثل روايات أخرى قدمها جهاديون أجانب في العام الماضي ممن وصفوا الإجراءات الدقيقة التي يتبعها التنظيم، فمثلا يحتاج أي شخص "توصية" من ثلاثة أعضاء في التنظيم الجهادي، ويتم فحص كل المعلومات الشخصية وتعليمه ومن أين جاء، قبل أن يعطى الإذن للدخول والقتال في صفوف الجهاديين.
وبحسب زعم أبو أحمد، فقد زاد عدد الأشخاص الذين انضموا إلى صفوف التنظيم منذ تخفيف شروط الانضمام. كل هذا رغم الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مواقع الجهاديين في كل من سوريا والعراق.
ونقلت الصحيفة عن أبو عبدالله، الحارس السابق لأحد أمراء "داعش" في دير الزور وهو صدام جمال، تأكيده لما قاله أبو أحمد "في كل يوم ينضم المقاتلون الأجانب للتنظيم وبأعداد متزايدة، ويأتون من كل مكان: اليمن والمغرب ومن الدول الغربية".
وترى الكاتبة أنه من الصعوبة تأكيد هذه المزاعم، ولكن تشارلي وينتر، الباحث في مؤسسة قويليام التي تقوم برصد نشاطات الجهاديين، يقول إنه سجل "أحاديث" على منابر الجهاديين حول تخفيف التعليمات والإجراءات.
وذهب التقرير إلى أنه ينظر لإجراء تنظيم الدولة على أنه محاولة لتعزيز موقع التنظيم العالمي، وكي يكون اللاعب الجهادي العالمي. خاصة أنه ينافس تنظيم
القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري. ويقول وينتر "إنهم يحاولون تحسين صورتهم كحفنة من المتطرفين حتى بمعايير تنظيم القاعدة إلى تنظيم يقاتل العدو الصليبي".
ويوافق تشارلي على نجاح الاستراتيجية "فعلى ما يبدو هناك عدد متزايد من الأشخاص يحاولون جهدهم السفر إلى سوريا".
وتوضح الصحيفة أنه من أجل هذا زاد التنظيم من وتيرة تجنيده محليا، حيث زاد من معسكرات التدريب في سوريا والعراق، وقدم أموالا ليغري السكان المحليين على التدريب.
وبحسب تقرير نشره موقع "لونغ وور جورنال" حدد فيه 46 معسكرا للتدريب يديرها تنظيم الدولة وجبهة النصرة في سوريا، إضافة لمعسكرات أخرى تابعة لفصائل متشددة.
وبحسب صور فيديو ورسائل وضعها الجهاديون على وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات الجيش الأمريكي الإعلامية فقد حدد "لونغ وور جورنال" 34 من هذه المعسكرات في سوريا و12 في العراق، ومعظمها يعود لتنظيم الدولة، وفق التقرير.
وتذكر الكاتبة أن "أبو عبدالله"، الذي فرّ من دير الزور قبل شهر، يزعم أنه شاهد أعدادا ضخمة من الجنود وهم يتلقون تدريبات في معسكرات التدريب، مضيفا إنهم يدفعون أموالا للسكان حتى ينضموا إليهم.
ويواصل أبو عبدالله زعمه بالقول إنهم يقومون بالتركيز على الأطفال وزرع الأفكار في عقولهم، ويقولون لهم "سنفتح روما"، و"اليوم نفذت عملية في الولايات المتحدة" وأي من هذا ليس صحيحا، و"يتفاخرون بتصنيف الغرب لهم كإرهابيين" كما يقول. مبينا "إنهم يعملون على تدمير جيل كامل، فالأفكار التي يزرعونها في عقولهم -الأطفال- من الصعب قلعها".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الذين يساعدون على تقوية وتعزيز تنظيم الدولة هم أشخاص سوريون مثل أبو أحمد، الذي يقول إنه لم يتلق تدريبات عسكرية. وينتمي لعائلة متدينة، حيث شاهد أخاه وابن عمه يعتقلان من قبل النظام ويعذبهما. ولهذا فهو يرغب بالانتقام. وعليه يعترف أنه ساعد بنقل المتطوعين لكل من جبهة النصرة و"داعش" أيضا. وله أصدقاء يقومون بالشيء نفسه، ويرسلون بهدوء المتطوعين من تركيا إلى سوريا.