ما زالت المعركة التي بدأها النظام السوري لاقتحام مدينة
داريا الواقعة في غوطة دمشق الغربية مستمرة لليوم الثالث على التوالي، حيث شهدت المدينة
معارك طاحنة لم تشهدها منذ عشرة أشهر.
وتتعرض المدينة لهجوم قوات النظام السوري تحت غطاء ناري كثيف بمختلف أنواع الأسلحة، إضافة لمؤازرة من الطيران المروحي الذي ألقى براميله المتفجرة على الأحياء السكنية في المدينة.
وقال أبو جمال، مدير المكتب الاعلامي لـ"الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام" الذي يعدّ أحد أبرز القوى المقاتلة في داريا والمعضمية، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن قوات الاتحاد خاضت معارك عنيفة استمرت ليومين بالاشتراك مع باقي الفصائل العاملة في المدينة، حيث حاولت قوات النظام التقدم من المحور الشرقي - طريق الكورنيش القديم تحت غطاء ناري كثيف من المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
وأضاف أن طيران النظام ألقى ثمانية براميل على المدينة، "ورغم ذلك فقد تمكنا من التصدي لمحاولة التقدم، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن"، مبيّنا أن الثوار تمكنوا من قتل عدد من عناصر قوات النظام السوري، إضافة لقيام قوات تابعة للاتحاد بإعطاب دبابة من طراز "T72" على الجبهة الشرقية.
وأكد أبو جمال أن قوات النظام تعيش حالة من التخبط على خط الجبهة، إضافة لحالة ذعر في صفوف مقاتليها، حيث تم مشاهدة سبع سيارات إسعاف تخرج من المدينة بسرعة شديدة.
وفي سياق متصل، أوضح "أبو جمال" أنه تم تفجير نفقين للنظام السوري في المدينة، حيث قامت قوات تابعة لـ"لواء شهداء الإسلام" بتفجير أحدهما، في حين فجرت قوات النظام النفق الثاني في الجبهة الشمالية من المدينة بعد أن اكتشفه الثوار.
وبين أن قوات النظام تحاول منع الثوار العاملة في
الغوطة الغربية من مساندة المقاتلين في المدينة، حيث قام الطيران المروحي بإلقاء 14 برميلا متفجرا على مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بعد أيام من غياب الطيران المروحي عن سماء المنطقة.
وكان النظام قد حاول في وقت سابق اقتحام مدينة داريا الواقعة في غوطة دمشق الغربية، والمحاصرة منذ ما يزيد عن العامين من جبهتها الشرقية، حيث دفع النظام بقواته وعناصر المليشيات الداعمة له للتقدم خلف مقام السيدة سكينة بشكل مباغت، ما أدى لاشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المنطقة، لكن تمكن الثوار من صد الهجوم وإيقاف تقدم النظام.
وتعدّ مدينة داريا التي تعيش حالة من الحرب والحصار منذ عامين أحد أبرز أيقونات الثورة السورية بسبب تمكن مقاتليها من التغلب على مشاكلهم الداخلية، وتمكنهم من الوقوف بوجه أطول حملة عسكرية شنتها قوات النظام ضمن الحرب الدائرة في
سوريا منذ قرابة أربعة أعوام. ويحاول النظام السيطرة عليها بشتى الوسائل، حيث حاول إقناع الثوار بتوقيع هدنة تنهي القتال بين الطرفين، لكن المفاوضات فشلت بسبب شروط النظام السوري الذي رفضها الثوار الذين أكدوا إصرارهم على المتابعة، الأمر الذي دفع النظام من جديد لمحاولات الاقتحام بعد عشرة أشهر على توقفها.