أغلق النظام السوري مخبزا كبيرا في شارع القوتلي في مدينة
اللاذقية الساحلية، ويدعى فرن "غزال"، على خلفية تخفيض مخصصات الطحين للأفران في المدينة، إضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار
المواد الغذائية، وسط ظروف أمنية سيئة تعيشها المدينة.
وشهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا. فقد وصل سعر الكيلو غرام الواحد من الأرز إلى ما يعادل دولارا ونصف الدولار، تجاوز سعر السكر الدولار، وقد يصل سعر ربطة
الخبز لأكثر من مئة ليرة سورية، أي مايعادل نصف دولار تقريبا، عدا عن اللحوم بأنواعها التي أصبحت فقط حكرا على الأغنياء.
يقول أبو حامد، في حديث مع "عربي21"، إن عدد الفقراء في المدينة تضاعف، "وربما في الأشهر القليلة القادمة سنجد شوارع مدينة اللاذقية فارغة، فلكل منزل قصص من الألم وسيضاف إليها الجوع أيضا".
ويقف المواطنون في كل صباح على الأفران ينتظرون دورهم في الحصول على الخبز، ولكن المعاناة لا تنتهي، فما إن ينتهي المواطن من تأمين الخبز حتى يأتي دور الديزل اللازم للتدفئة، والذي يتطلب الحصول عليه الوقوف في طوابير طويلة تصل لأكثر من كيلومتر أحيانا.
وبحسب ناشطين، فقد سرت معلومات بين سكان المدينة تفيد بتخفيض مخصصات المدينة مع ما تبقى تحت سيطرة النظام من ريفها بنسبة 60 في المئة من المحروقات التي تشمل من الديزل والغاز والبنزين، ما تسبب في أزمة خانقة في أرجاء الساحل عموما، كما أدى ذلك إلى زيادة نشاط التجار الذين يعملون في السوق السوداء المحتكرة من قبل أنصار الأسد. ويبلغ سعر ليتر الديزل في السوق السوداء 250 ليرة سورية وليتر البنزين أكثر من 300 ليرة سورية، فيما أصبح العديد من باعة المأكولات الجاهزة يستعملون الأخشاب وقودا بديلا عن الغاز أو الديزل.
وبيّن ناشطون أن مجمل الأوضاع في مدينة اللاذقية تنذر بمأساة إنسانية يتحمل النظام السوري تبعاتها بكافة أشكالها، كونها تقع تحت سيطرة ميلشياته المختلفة، وهي المتسببة في كثير مما يجري بعلم النظام السوري.
وفي الأثناء، يزداد عدد الشبان المغادرين للمدينة بسبب إجبارهم على الانضمام للخدمة العسكرية في قوات النظام التي تفقد أعدادا كبيرة من الشبان في المعارك التي تنتشر في مناطق مختلفة في
سوريا.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء المدينة، يتجه أبناء الريف المؤيد للنظام السوري لاستعمال الأدوات البدائية، لا سيما فيما يخص التدفئة، حيث بدا الأمر جليا في استعمال الحطب من الغابات المجاورة، مع حالة من التذمر الواضحة على تصرفات النظام السوري الذي أودى بأبنائهم إلى الهلاك، على حد وصف ناشطيهم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتشهد محطة حيدرة الواقعة في الرمل الشمالي ازدحاما كبيرا على
الوقود، كما تقع بين الفينة والأخرى خلافات بين الواقفين في الطوبير تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي.
وتخضع عمليات توزيع الوقود على السيارات والمدنيين في محطات الوقود لإشراف الأمن العسكري، ويدفع من يخالف دوره غرامة تصل إلى ألف ليرة سورية، خصوصا في المحطات التي تنتشر على الطريق المؤدي إلى خارج المدينة باتجاه المدينة الرياضية.