كانت فيديا وحدها في المنزل بمدينة مومباي
الهندية عندما طرق بابها ثلاثة أشخاص قالوا إنهم موظفون حكوميون في مجال
الصحة.
وبعدما أقنع الثلاثة السيدة البالغة من العمر 45 عاما بالسماح لهم بالدخول قاموا بتخديرها وأخذوها بعيدا. وعندما أفاقت فيديا وجدت نفسها في مستشفى خاص للأمراض العقلية وعلى النوافذ أسلاك شائكة حيث تم علاجها رغما عنها وأجبرت على العلاج بالصدمات الكهربائية.
وقالت فيديا لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن زوجها أدخلها المستشفى لأنه أراد الطلاق منها بسبب القسوة و"المرض العقلي".
وذكرت المنظمة الأربعاء أن النساء والبنات المعاقات في الهند يتم احتجازهن في مؤسسات ومستشفيات للأمراض العقلية على نحو روتيني حيث يتعرضن للاعتداء ويعانين من التكدس والظروف السيئة بل ويخضعن إلى العلاج الطبي رغما عنهن.
وقالت كريتي شارما الباحثة في هيومن رايتس ووتش في بيان "يلقي أفراد في العائلة أو الشرطة بالنساء والبنات المعاقات في المؤسسات لأسباب من بينها أن الحكومة لا توفر الدعم والخدمات الملائمة. وبمجرد احتجازهن فإن حياتهن تزخر في كثير من الأحيان بالعزل والخوف والاعتداء دون أمل في الهرب".
ويعاني 70 مليون هندي على الأقل من إعاقات نفسية مثل الفصام أو الهوس الاكتئابي كما يوجد أكثر من 1.5 مليون مصاب باعاقات فكرية مثل متلازمة داون.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير بعنوان "أسوأ من معاملة الحيوانات" إن 0.06% فقط من الميزانية الاتحادية للصحة في الهند تخصص لرعاية الصحة العقلية.
وذكرت أن هناك 43 مستشفى للأمراض العقلية فقط في الهند وثلاثة أطباء نفسيين و0.47 خبير نفسي لكل مليون شخص في البلاد التي يصل عدد السكان فيها إلى نحو 1.2 مليار شخص.
وأضافت المنظمة أن الانتهاكات الجسدية واللفظية تتكرر يوميا في كل مؤسسة تابعة للدولة أو مستشفى عقلي زارها الباحثون التابعون لها.
وكشفت هيومن رايتس ووتش أيضا عن حالات
اعتداء جنسي واستغلال وقالت إن الضحايا نادرا ما كن يبلغن خوفا من الانتقام.
وذكر مسؤول عن الرعاية في مؤسسة رعاية بالنساء للمنظمة أن بعض النساء اللاتي أدخلن مستشفى عقليا لمدة ثلاثة أشهر أصبحن حوامل في الشهر الأول.