علّق المحلل
الإسرائيلي "إسرائيل هرئيل" على ظاهرة صعود الصهيونية الدينية في الآونة بشكل قوي جدا في الساحة السياسية الإسرائيلية، بالقول: إن استمرار هذا الحال من الصعود سيجعلها، أي الصهيونية الدينية، القوة الأولى في إسرائيل بغضون عقد أو عقدين من الزمان.
واتهم هرئيل نتنياهو بأنه المسؤول الأول عن صعود هذه القوة بفشله في الحكم، فضلا عن الاقتصاد الضعيف والتدهور الأمني الشخصي والوطني خلال رئاسته للوزراء.
وحمّل الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو مسؤولية الأزمة الكبيرة التي نشبت بين
الليكود واليسار الإسرائيلي، وأدت إلى حل الكنيست، بعد عاصفة كبيرة تسبب بها قانون القومية رغم هامشيته. وفق رأيه.
وبرأي هرئيل فإن النتيجة بعد كل هذا ستكون "غياب الثقة بالليكود وزعيمه نتنياهو".
وأكد هرئيل أن الاستطلاعات تثبت صحة ما ذهب إليه، حيث تطورت الصهيونية الدينية من الهامش إلى الوسط.
وأضاف أن تأثير ذلك أصبح ملموسا في جميع مناحي حياة الدولة. لذلك ستصب أصوات كثيرة ولا سيما الشباب الذين ليسوا بالضرورة من حافظي التوراة والفرائض لصالح
البيت اليهودي.
وهذا سيجعل البيت اليهودي الثاني في حجمه، وسيسبق حزب العمل الذي كان يلقي له فتات الميزانية الدينية.
وأكد أن نفتالي بينيت يسعى لتحويل البيت اليهودي الذي هو الحزب التاريخي الوحيد الذي يُظهر الفعالية واتجاهه الأيديولوجي حول المسائل الوجودية، من جسم صغير إلى حزب على مستوى إسرائيل.
وسوف ينال هذا الحزب الأفضلية الديمغرافية بالتوازي مع القيادة المتحررة من الحاخامات؛ وهذا من شأنه أن يدفع هذا الحزب إلى قيادة دفة الدولة.
واستدرك بالقول إن طريق الصهيونية الدينية ستكون صعبة، ومعارضو هذا المعسكر لن يقفوا صامتين على ضوء هذه القوة الصاعدة لا سيما بسبب الهوية اليهودية الصهيونية التي يسعى إلى تعزيزها.
سيستمرون في اتهامه واتهام قيادته، حتى وإن كان الثمن هو تشويش الإجراءات الداخلية للدولة والتسبب بإعطاء صفة اللاإنسانية للشعب والدولة من قبل شعوب العالم، على حد تعبير هرئيل.
ودعا هذه القوة الصاعدة إلى إظهار التروي وضبط النفس بمواجهة الأصوات العالية، والغاضبة والمتطرفة، لأن الصراع على روح الدولة ومستقبلها. واذا كان سلوك هذه القوة مسؤولا وسليما وحقيقيا وله نتائج إيجابية، فإن الاتهامات ستتلاشى وتذهب مع الرياح.