تحت رعاية وزارة
الثقافة المصرية، احتضنت دار
الأوبرا بوسط القاهرة، مساء الاثنين، وليوم واحد، أول مهرجان يقام لفناني "المرسم" للتصوير الزيتي والفحم والباستيل.
والمرسم مكان تثقيفي يضم أساتذة للرسم لتعليم المواهب الشابة فنون الرسم، وأنشئ عام 2011.
فريدة درويش، منظمة المعرض، لفتت إلى أن "المهرجان يقام بمشاركة 21 فنانا مصريا، ويضم 131 لوحة فنية تم رسمها بالزيت أو
الباستيل أو
الفحم".
وأضافت، في تصريحات للأناضول أن "المهرجان لم يأخذ طابعا فنيا فقط بل فضل القائمون عليه أن يضم لوحات تعبر عن معان اجتماعية وإنسانية متباينة".
ومضت قائلة: "فنانو "المرسم" يسعون من خلال مهرجانهم الأول لوضع قدم مصر على طريق المنافسة مع إيطاليا وفرنسا وهما الدولتان الرائدتان في فنون الرسم بالفحم والباستيل والزيت".
"لكن هناك معوقات تعترض طريق هذا الفن في مصر، أولها جودة الخامات والألوان المتاحة في مصر، التي تعد دون المستوى الدولي المطلوب، لذلك كثيرا ما نلجأ لاستيراد أدواتنا من الخارج، كي نقدم لوحات قادرة على المنافسة الدولية" تستدرك درويش.
كما أن صناعة فنون الرسم في مصر، والحديث لذات المصدر، "تفتقر إلى الطابع التكنولوجي المتقدم بالخارج والذي يتيح أساليب عرض وإضاءة جذابة للغاية في قاعات المعارض والمهرجانات".
و"الباستيل" إحدى أدوات الرسم التي تختلف عن غيرها من ألوان الفنون بأنه لا تدخل فيها أي مادة مذيبة، ولا يحتاج معه الفنان لأداة كالريشة مثلا؛ لأنه يستعيض عنها بأصابع يده، مستخدما مادة شبيهة بالطباشير.
وعرف فن "الباستيل" منذ القرن الثامن عشر، ويعدّ أفضل عناصر التلوين في التصوير بعد الرسم بالألوان الزيتية؛ لأن ألوانه تتنوع بصورة كبيرة، وهو يعطي الألوان الرقيقة التي تستطيع أن تعطي لون اللحم البشري في رسم الأجسام، وتمنح درجات قوية بين الألوان الفاتحة والغامقة.
بدوره، لفت سامي عبد الله، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة وأحد المشاركين بالمعرض، إلى أن "الرسم بالفحم والباستيل وجهان لعملة واحدة، إلا أن الأول يعتمد على لوني الأبيض والأسود، أما الثاني فتتاح فيه كل الألوان".
كما أشار إلى أن "رسم الملامح المصرية بالفحم أو الباستيل يلقى تجاوبا كبيرا من عشاق فن الرسم خارج مصر، بل ويتمكن هؤلاء من التعرف على جنسية اللوحات الفنية المصرية من ملامح أبطالها".
ومضى قائلا في تصريحات للأناضول: "بحكم نشأتي في إحدى قرى مصر تميل حاستي الفنية دائما إلى رسم ملامح الوجوه التي لا يوجد لها مثيل إلا في القرى المصرية، فبسطاء هذه القرى رسم الزمان على وجوههم انحناءات تمنح ملامحهم رونقا فريدا يروق للفنانين تجسيده".
وأوضح عبد الله أن "المصريين لديهم ثقافة الرسم، ويتجاوبون كثيرا مع الفنان الذي يطلب رسم قسمات وجوههم، ويبدون سعادة كبيرة بمجرد انتهاء رسم اللوحة".
التقطت أطراف الحديث منه داليا مطر، إحدى المشاركات بالمهرجان، والتي أكدت على أن "الرّسام لا بد أن يكون شديد الاختلاط بالناس على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم، كما يجب عليه التحلي بالقدرة على قراءة تفاصيل الناس، لرسم ما يلفته من هذه التفاصيل".
وأضافت، في حديث للأناضول، أن "نظرة عين بطل كل لوحة مرسومة هي التي تميز فنانا عن الآخر، وهي التي تمنح اللوحة روحا أو تجعلها جمادا لا يشعر المتفرج تجاهها بأي شيء".