فتحت المعارك في
ليبيا الصراع واسعاً على منابع
النفط والمؤسسات المالية، في الوقت الذي تحاول فيه القوات التابعة للواء المنشق خليفة
حفتر السيطرة على آبار النفط والمؤسسات المالية حتى تقلب موازين القوى على الأرض لصالحها، بعد أن استعصى عليها السيطرة على العاصمة طرابلس.
وظهر على المسرح الليبي صراع من نوع جديد يتمثل في محاولة كل طرف من الأطراف السيطرة على حقول ومرافئ النفط بجنوب وغرب ليبيا، واستخدامه كورقة ضغط في المفاوضات التي كان من المفترض أن تبدأ اليوم الثلاثاء بمدينة غدامس الليبية على الحدود الجزائرية برعاية برناردينو ليون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
وفي جنوب ليبيا سيطرت القوة الثالثة التابعة لقوات درع الوسطى على حقل الشرارة والفيل، إضافة إلى حقل الغاني بزلة الذي يبعد حوالي 1000 كم جنوب العاصمة الليبية طرابلس.
ويعتقد الصحفي فايز سويري أن قوات فجر ليبيا أفضل للولايات المتحدة الأمريكية من أي قوة أخرى، خاصة أنها تعلم مدى قدرة هذه القوات على التحرك، وتسليحها، وإذا ما استطاعت قوات فجر ليبيا المحافظة على استمرار ضخ النفط فإنها ستحظى بدعم غربي وأمريكي.
وتتركز أغلب الحقول النفطية بجنوب ليبيا، وهي مناطق كانت خاضعة لحراسة كتائب الزنتان، وكانت تستخدمها كورقة ضغط سياسية، ويستفيد منها حزب تحالف القوى الوطنية بزعامة محمود جبريل، الذراع السياسي لهذه الكتائب، وخروجها من هذه الحقول وسيطرة قوات ما يعرف بفجر ليبيا عليها قد يغير من طبيعة العلاقة بين هذه القوات والمجتمع الدولي.
هذا وقد تحركت ثماني كتائب بما يقارب 200 عربة محملة بأسلحة متوسطة وثقيلة باتجاه سرت، وطردت كتيبة "الجالط" التي أفادت معلومات بأنها تحت إمرة بالقاسم نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وبحسب المعلومات فإن هذه الكتائب الثماني تتجه نحو رأس لانوف أحد أهم مرافئ تصدير النفط والغاز بشرق ليبيا، وذلك بعد تحالفها مع بعض القبائل غير المتحالفة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر كقبيلة "الزوي" وبعض بيوت قبيلة "المغاربة".
وبحسب مصدر عسكري فإن التطورات المشار إليها دفعت حفتر إلى إنزال طائرة حربية بمطار "رأس لانوف" النفطي في إطار سعيه لتحويله إلى مطار عسكري، يهدف إلى ضرب أي تحركات باتجاه حقول وموانئ النفط القادمة من غرب ليبيا.