برأ رئيس الحكومة
العراقية حيدر
العبادي ساحته من موضوع منح حصانة للمستشارين
الأمريكيين العاملين في العراق، لكنه ألمح في الآن ذاته إلى سلفه نوري
المالكي، في إطار معركة ربما ستخرج من ثنايا سطور التصريحات الصحفية، وتمرير الرسائل إلى مواجهة بالاتهامات العلنية بين رئيسي الحكومة الحالي والسابق.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي، ردا على بعض الانتقادات التي تعرضت لها حكومته من بعض الكتل النيابية ضمن التحالف الوطني الذي ينتمي إليه: "لم أوقع على أي اتفاق مع الجانب الأمريكي حول منح حصانة بعدم الملاحقة للجنود والمستشارين الأمريكيين". وأردف: "أنا مسؤول عما أقوله".
واستدرك قائلا: "أما إذا كان هنالك طرف حكومي عراقي قد وقّع على منح الحصانة للجنود الأمريكيين بعدم الملاحقة القضائية قبل استلامي رئاسة الحكومة، فأنا غير مسؤول عنه".
ويرى المراقبون أن المالكي ربما هو من وقّع على الحصانة للأمريكيين. وقال الدكتور حسين علاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، إن "العبادي ركز على أنه لم يمنح الحصانة للجنود الأمريكيين منذ استلامه السلطة، ويبدو أن سلفه المالكي منح تلك الحصانة إذا ما دققنا في ثنايا تصريح رئيس الحكومة الحالي".
وقال العبادي إنه بوصفه القائد العام للقوات المسلحة "لا حصانة ولا مقاتلين أجانب.. ولم أوقع على أي حصانة لأي جندي أمريكي في العراق".
ووصل إلى العراق مؤخرا المئات من الجنود الأمريكيين المدربين والفنيين لتقديم الاستشارات والخطط العسكرية للجنود العراقيين في حربهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تسيطر عناصره على مساحات واسعة من البلاد، وهؤلاء يضافون إلى بضعة آلاف آخرين يقومون بمهمات تحت مظلة السفارة الأمريكية.
وذكرت السفارة الأمريكية في بغداد أن "بعض وسائل الإعلام تناقلت تصريحات غير دقيقة على لسان السفير الامريكي لدى العراق ستيوارت جونز، بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي قام بتقديم تأكيدات على الحصانة والامتيازات الممنوحة للمدربين والمستشارين الامريكيين الموجودين حالياً في العراق".
الجنود "الفضائيون":
من جهة أخرى، وفي أول رد مباشر للمالكي على العبادي بشأن الجنود "الفضائيين" (الوهميين)، قال المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس، ونقلته قناة الاتجاه التي يمولها حزبه (الدعوة)، حول "ما أثير عن وجود 50 ألف جندي فضائي في أربع فرق عسكرية": "لا صحة لهذه المعلومة مطلقا، والجيش سليم من الفضائيين، إلا من حالات نادرة تتم ملاحقتها، ومعاقبة المسؤولين عنها" حسب قوله.
ونفى المالكي ما ذكره العبادي أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي من أنه "خلال فترة شهر واحد استطعت أن أكتشف من خلال التدقيق الورقي 50 ألف فضائي في أربع فرق عسكرية".
ويرى المراقبون أن هذه القضية الجوهرية ستكون بداية الخلاف الحقيقي بين العبادي وسلفه المالكي، وربما تفضي إلى فتح المزيد من الملفات الخطيرة في الفساد المالي والإداري والأمن، وغيرها.