أكد القيادي في جماعة الإخوان في
سوريا، زهير
سالم، أن الذين تقدموا ويتقدمون بمبادرات لحل الأزمة السورية هذه الأيام، لا يتقدمون بها رغبة في حقن الدم السوري، ولا إشفاقاً على الإنسان السوري، ولا خوفاً على سوريا الدولة كما يُزيّن للبعض، بل إنهم يفعلون ذلك إدراكاً منهم لحقيقة الانهيار الذي آل إليه أمر
النظام.
وقال إنهم يسارعون بمبادراتهم المكشوفة إلى حمايته وإنقاذه من ضربة غير محسوبة، كالتي حدثت في معسكر وادي الضيف أو الحامدية تكون فيها نهايته.
ورأى سالم في تصريح صحفي الجمعة، أن المبادرين لحل الأزمة السورية لا يأسفون كثيراً على انهيار النظام، لكنهم قلقون لأن نهايته إن فاجأتهم فستهدر كل ما راهنوا عليه من دور ونفوذ في المنطقة، وكل ما ضحوا به من دماء وأموال على مدى ما يقرب من أربع سنوات.
وأضاف أن "هذه المبادرات، سواء منها مبادرة دي مستورا أم المبادرة الروسية، أم الطروحات الإيرانية التي تبدو هذه الأيام محمومة في البحث عن حل مع الروس تارة ومع الأتراك أخرى.. كل هذه المساعي والمبادرات، لم تصدر مع كل ما فيها من انحياز عن شعور أصحابها بقوتهم، أو قوة الطاغية حليفهم، بل إنها تصدر عن هلع مكتوم يحاول أصحابه التغلب عليه".
وقال إن إعلان بشار الأسد استعداده لدراسة هذه المبادرات والتعامل إيجابياً معها، لم يصدر عن حالة من النشوة بالانتصارات الجزئية والشكلية التي يحققها الطاغية كما تدعي وسائل كذبه الترويجي، بل هو يفعل ذلك كخطوات استرضائية للحلفاء المتحكمين من جهة، وخطوات استباقية للانهيار الكلي الذي يحس به، والذي قد يجعله يفقد كل شيء، على حد قوله.
وأشار إلى أن "الدليل الواقعي على حالة الهلع التي يعيشها الطاغية وطغمته، هو قيامه بسحب قواته من أريحا والمسطومة إلى مناطق الساحل، خوفاً من تكرار الهزائم بمثل ما تسببت به من خسائر بشرية في هزيمة الأسبوع القريبة ووقاية من تداعيات يوم أسود بات يظنه قريباً".
وأكد سالم أن قرار منع الثوار السوريين من الانتصار كان قراراً دولياً بامتياز، وقال: "كانت كل الأطراف الدولية تدرك أن أي دعم جاد ومنظم لهؤلاء الثوار، يعني جعل بشار الأسد في خبر القذافي المقبور، ولذلك توافق الجميع في سبيل فرض الحلول على سوريا على استراتيجية سموها (استراتيجية الإنهاك). إن كل سوري حر شريف يدرك أن من الخيانة والإثم بمكان، التماهي مع هذه الاستراتيجية، والركون إلى أصحابها ولو طرفة عين".
وقال إن "المبادرات المجحفة والمؤامرات الكالحة لا ترد بالشجب والإدانة والاستنكار، وإنما ترد بالعمل الجاد والخطوات النوعية"، على حد تعبيره.