أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار أن
نتائج الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، سيعلن عنها في أقرب وقت ممكن، مساء الاثنين 22 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
في المقابل تسبّب نشر نتائج عمليات سبر الآراء؛ حول الدور الثاني للمنافسة الرئاسية مساء الأحد، في احتجاجات بمدينة الحامة من محافظة قابس بالجنوب
التونسي، بالإضافة إلى التوتّر بين حملتي المرشحين محمد منصف المرزوقي والباجي قايد السبسي.
وشهدت مدينة الحامة؛ إثر نشر ثلاث شركات خاصة نتائج عمليات سبر الآراء على القنوات التلفزيونية، احتجاجات عنيفة تحوّلت إلى صدام بين المحتجين وقوات الأمن.
وتدخلت قوات الأمن بعد الدفع بتعزيزات أمنية إلى المنطقة بالغاز
المسيل للدموع؛ لتفريق المحتجين والتصدي لقيام عدد منهم برشق مركز الأمن بالمنطقة بالحجارة، وتهشيم محتوياته وإشعال العجلات المطاطية أمامه.
تجاوز قانوني وأخلاقي
واعتبر شفيق صرصار في تصريح إعلامي مساء الأحد أن "الإعلان عن نتائج سبر الآراء وتقديمها كنتائج نهائية، هو تجاوز قانوني وأخلاقي لأن هناك مكاتب انتخابية بالخارج تغلق أبوابها بعد ثماني ساعات من انتهاء العملية الانتخابية بالداخل، وهو ما يؤثر على ذهاب الناخبين إلى التصويت".
وجاءت النتائج التي نشرتها شركات سبر الآراء بعد غلق مراكز الاقتراع كالآتي: سيغما كونساي: 55,5 % للسبسي و 44,5 % للمرزوقي؛ وشركة مجمع الدراسات: 53,8 % للسبسي و46,2 % للمرزوقي؛ وشركة أمرود: 52,8 % للسبسي و47,2 % للمرزوقي.
التريث والانضباط
من جهته قال المرشح محمد منصف المرزوقي؛ الرئيس المنتهية ولايته؛ إنه "يحترم الهيئة ويرفض استباق الأمور رغم أن كل المعطيات تشير إلى أنه منتصر"؛ وفق تعبيره.
وخاطب المرزوقي أنصاره مساء الأحد من شرفة المقر المركزي لحملته الانتخابية، أنه "لن يعلّق على المعطيات المتداولة حول نتائج الجولة الانتخابية الثانية"، إلى أن تُعطي المؤسسات الدستورية أرقامها الصحيحة.
ودعا المرزوقي أنصاره إلى "التريث والانضباط والتحلي بحسّ المواطنة لتفويت كل فرص الاستفزاز التي تقود إلى العنف، قائلا: يجب أن نبقى حضاريين وسلميين".
واعتبر عدنان منصر؛ مدير الحملة الانتخابية للمرشح المرزوقي، خلال ندوة صحفية مساء الأحد، أن تصريحات عدد من المسؤولين في حملة الباجي قائد السبسي الانتخابية بفوز مرشحهم قبل الانطلاق في فرز الأصوات، جريمة انتخابية، مطالباً هيئة
الانتخابات اتخاذ موقف مما حصل.
نصف المجتمع مُعارضون
من ناحية ثانية قال راشد الغنوشي؛ زعيم حركة النهضة على قناة حنبعل مساء الأحد: "إن الشعب التونسي انتهى من مرحلة الانتخابات 99.99%، وانتقلت تونس إلى عالم الديمقراطية والتعددية والانتخابات النزيهة"، مضيفاً أن "الفائز في الانتخابات سيدرك أن قرابة نصف المجتمع التونسي معارضون له، وهو رئيس لمن انتخبه ولمن لم ينتخبه".
بدورها، قالت منظمة "شاهد" لمراقبة العملية الانتخابية، إنها سجلت إلى حدود الساعة الثانية من بعد ظهر الأحد 635 مخالفة انتخابية، بين خطيرة وعادية بست دوائر انتخابية.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى "وجود صناديق اقتراع وخلوات لا تتوفر فيها الشروط اللازمة، إلى جانب عدم مطابقة عدد من الأوراق للناخبين بنسبة 2.5 بالمائة.