لم يكن أمام أبو صالح أحد مقاتلي الجيش الحر خيار آخر سوى الذهاب إلى
الجولان السوري المحتل عن طريق القوات الأممية "الأندوف"، للتعافي من إصابته، بعد إغلاق السلطات الأردنية أبوابها في وجه المصابين السوريين في المناطق الحدودية.
يقول أبو صالح بعد أن عاد من رحلة
العلاج في الجولان، في حديث خاص لـ"عربي21": "بعد إصابتي تم نقلي في البداية بسيارة خاصة بالقوات الأممية، ثم جاء ضباط من الجانب
الإسرائيلي مع سيارة إسعاف لنقلي إلى المشفى حيث تم علاجي، وبعد عدة أيام دخل أحد الضباط وطرح علي بعض الأسئلة العامة عن المعارك الجارية، ومن ثم تم ترحيلي إلى القنيطرة، بعد أن أصبحت قادرا على المشي".
وبين أنه لم يتعرض إلى أي تحقيق أو اعتقال، مؤكدا أن كل من تم نقلهم للعلاج عادوا بعد انتهاء علاجهم.
وحسب مصادر هناك فإنه تم نقل العشرات من الأطفال والنساء والرجال للعلاج داخل الأراضي المحتلة خلال العامين الماضيين.
وأشارت ذات المصادر إلى أنه في الفترة الأخيرة كان يتواجد إلى جانب القوات الأممية ضباط ارتباط إسرائيليون.
وبحسب ناشطين، فإن عملية نقل
الجرحى تتم أولا إلى المشفى الميداني في "بير عجم" القريب من الشريط الفاصل في المنطقة الحدودية بين
سوريا والأراضي المحتلة، وهناك يفحص ويتم تحديد حالة المريض؛ فإما أن يعالج في المشفى الميداني أو يتم نقله للعلاج داخل الجولان المحتل، وذلك بعد التنسيق مع مركز قوات "الأندوف".
وبينت المصادر أن القوات الأممية تلعب دور الوسيط بين المشفى الميداني والطرف الإسرائيلي، ليحدد الأخير الحالات التي يريد استقبالها، ونقلها للعلاج في الجولان المحتل أو في مشاف أخرى في فلسطين المحتلة.
بدوره، قال القائم على مشفى "بئر العجم" الميداني الطبيب أبو همام لـ"عربي 21"، إن جميع الحالات التي تم نقلها إلى الجانب المحتل من الجولان كان لا بد من علاجها في أسرع وقت ممكن قبل أن تنتهي بإعاقة دائمة أو بتر أحد الأطراف أو الوفاة.
وأكد أن التنسيق يتم فقط في الجانب الإنساني لعلاج المصابين دون النظر إلى خلفية المصابين، فإنقاذ حياة الانسان هي ما اجتمع عليه الأطباء من مختلف الجنسيات، وفق أبي همام.
واكد الناشط الميداني في مدينة القنيطرة ويطلق على نفسه "أبو عمر" أن الجانب الإسرائيلي لم يكن هو الخيار الأول لنقل الجرحى، فقد حاول الأطباء المسؤولون إرسال الجرحى إلى الأردن، لكن صعوبة الطريق وخطورته في المراحل المبكرة من الثورة، ومن ثم إغلاق المملكة الأردنية حدودها في وجه الجرحى السوريين، وطرد المسؤولين في المملكة لمكتب ارتباط الجرحى، جعل من الأراضي المحتلة الخيار الوحيد لإنقاذ جرحانا من الموت أو الإعاقة الدائمة.