أصيب الدكتور محمود
شعبان، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، بجلطة أدت إلى إصابته بشلل نصفي أثناء
التحقيق معه من قبل
النيابة العامة، وفق المحامي خالد
المصري.
وكتب المصري على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا أجد الكلمات المناسبة التي تعبر عن عمق المشاهد التي رأيتها بعيني وعايشتها بنفسي، أثناء حضورى التحقيقات مع الشيخ محمود شعبان في نيابة أمن الدولة، ولكن يكفي أن أقول لكم إن الشيخ محمود شعبان أصيب في النيابة اليوم بجلطة أدت به إلى شبه
شلل نصفي، وأصبح شقه الأيسر بالكامل لا يتحرك وحملته سيارة الأسعاف إلى المستشفى".
وأضاف "لم أكن أعلم أن هذا اليوم سوف يكون عصيبا بهذا الشكل، الشيخ محمود شعبان حضر للنيابة ظهراً وظل بها حتى كان من أواخر من دخل لغرفة تحقيق النيابة لينظر وكيل النيابة أمر حبسه، وكنا مجموعة من المحامين خارج غرفة التحقيق استقر الأمر على أن أدخل أنا معه".
وتابع المحامي المصري "رأيت الشيخ محمود شعبان هادئاً هذه المرة على غير عادته، طلب من وكيل النيابة إثبات المعاناة التي يعاني منها في محبسه من منع التريض وعدم الخروج في الهواء وفي الشمس".
وقال: "اشتكى شعبان من الزنزانة التي يقيم فيها كيف أنها تكفي لفرد واحد وفيها ثلاثة ولا يوجد باب لدورة المياة وأنهم حاولوا وضع كيس من البلاستيك كبير حتى يكون ساتر لمن يدخل للحمام ليقضي حاجته ولكن أحد ضباط السجن قام بتمزيقه بدون أي داع أو مبرر، وقال له الشيخ أنا أستاذ في الجامعة كان من الممكن أن أدرس لهذا الضابط الشريعة الإسلامية في كلية الشرطة فلماذا يعاملونا هكذا"
وتابع المحامي: "أخبره الشيخ محمود شعبان أن أغلب المحبوسين في اتش 4 قاموا بعمل إضراب بسبب سوء المعاملة، وقال له إن الفكر التكفيري ينتشر بسرعة رهيبة في السجن نتيجة جهل الشباب ونتيجة القمع الأمني الذي يعانون منه، إلى هنا والأمر عادي جداً الشيخ محمود شعبان يشتكي من محبسه ووكيل النيابة يستمع له بإنصات ويكتب ما يريد إثباته في محضر الجلسة، ثم انتهى الشيخ محمود شعبان من جميع أقواله فقام ليوقع على أقواله".
واستطرد "بعد أن انتهى من التوقيع على أقواله شرعنا أنا وهو في الخروج من غرفة التحقيق ولكن الشيخ محمود ما استطاع أن يقف على قدمه، حسبته لأول وهلة أن قدمه أصيبت بالتنميل لحظات وسوف تفك، ولكن الشيخ بدأ وجهه يصفر، قال لي "رجلي مش قادر أحركها" وأشار على قدمه اليسرى، فنزلت في الأرض ومسكت بقدمه وأنا أحاول أن أدلكها له معتقداً أنها أصيبت بالتنميل، وقلت له "قوم يا شيخ محمود مفيش حاجة" فقام ومسكت يده أثناء وقوفه وفجأة وجدته يتهاوى مني وحاولت أن أمسكه قدر ما استطعت فوقعت أنا وهو على الأرض ولكني كنت ممسكاً به، هنا عرف وكيل النيابة أن الأمر ليس تنميل قدم إنما هو أكبر من ذلك".
ومضى المحامي بالقول: "فخرج وكيل النيابة مسرعاً ونادى على الحرس الذي قاموا باستدعاء رؤسائهم وفي ظرف دقائق معدودة كانت الغرفة قد امتلأت برتب الشرطة وبأعضاء النيابة، كنت لا زلت جالساً على الأرض مع الشيخ محمود شعبان أحاول عبثاً أن أقوم بإفاقته، تارةً بتدليك صدره، وتارةً بتدليك قدمه، لا أعرف ماذا أفعل، صدقاً لا أعرف ماذا أفعل ولا ماذا أصاب الشيخ وكان هول الصدمة لا زال مسيطراً علي وكان من الواضح أن الأمر يتعلق بقدمه اليسرى وبيده اليسرى".
وأردف"قام ضباط الحراسات في النيابة بالاتصال بالعمليات التابعة للنجدة لاستدعاء الإسعاف وهي من المفترض أسرع وسيلة في مصر لكي تحصل على سيارة الإسعاف، وصراحةً الجميع كان في غاية الحرص على إنقاذ الشيخ محمود شعبان سواء أعضاء النيابة أو الشرطة وكان واضحاً هذا من محاولات استغاثاتهم المتكررة من خلال أجهزة اللاسلكي لإحضار سيارة الإسعاف.
وواصل روايته بقوله: "سيارة الإسعاف لم تحضر إلا بعد نصف ساعة تقريباً أو أقل بدقائق وصعد المسعفان بمنتهى الهدوء ولا أعرف السبب بدون حتى النقالة التي تنقله لسيارة الإسعاف، وحينما دخلوا للشيخ محمود قالوا هو ماله؟ سأل أحدهم طيب هو اسمه إيه" اسمه الشيخ محمود يا سيدي فقال المسعف العبقري يا شيخ محمود يا شيخ محمود سامعني يا شيخ محمود؟ طبعاً الشيخ محمود لم يرد.
وأكمل المحامي "فأفتانا المسعف إنه يجب نقله لسيارة الإسعاف وهو وزميله المسعف التاني هينزلوا يجيبوا النقالة من تحت، طبعاً أنا أوشكت أن أصاب بالانهيار العصبي من هذا المشهد، نزل المسعفان وأتوا بالنقالة وطلبوا عساكر من الأمن المركزي عشان يشيلوا معاهم الشيخ".
واستدرك "نزل الشيخ محمود شعبان على النقالة ونزلوا جميعاً إلى سيارة الإسعاف التي فشلت في الدخول لساحة النيابة بسبب تكدس السيارات فيها وكانت واقفة في الشارع خارج النيابة، الغريب والعجيب أن المسعفين لم يدخلا بالشيخ محمود شعبان على سيارة الإسعاف بل نزلا به للجراج، وظلا ساعةً كاملةً في الجراج ولا أعرف السبب ثم أخبرني أحد اللواءات بالآتي: "قال لي النيابة أصدرت خطاب لنقل الشيخ محمود فوراً لمستشفى السجن".
وأشار إلى أن المسعفين رفضا تنفيذ القرار لأنه غير ملزم لهما وسيارة الإسعاف عهدة لن يذهبا بها إلا إلى مستشفيات معينة ولن يتحركا أو يتعتعا من مكانهما إلى بإذن من رؤساءهم.
وأضاف المحامي في روايته: "أن اللواء المسؤول عن الترحيلة قام بالاتصال برئيس هيئة الاسعاف وشرح له الأمر فقام بإصدار أوامره أن تنتقل سيارة الإسعاف بالشيخ محمود للمستشفى التي قررتها النيابة".
ولفت إلى "إن الجميع وقع في مشكلة أخرى وهي أن أفراد الحراسات من الأمن المركزي لم يتلقوا تعليمات بالذهاب إلى مستشفى السجن ومستحيل يذهبوا مع سيارة الإسعاف إلا لو تلقوا الأوامر من قياداتهم".
وأضاف "أخبرني اللواء أنه اتصل بمدير الأمن الذي قال له اذهبوا به بالسيارات على مسؤوليته الشخصية وأعطى أوامره بتحرك مأمورية حراسات خاصة مع سيارة الإسعاف ساعة ونصف كاملة حتى تم نقل الشيخ محمود شعبان إلى مستشفي السجن، ولا نعرف هل هي جلطة أدت بشلل نصفي مؤقت خاصةً أن شقه الأيسر بالكامل لا يتحرك، أم أن الأمر شيء أخر لا نعلمه".
وختم المحامي روايته قائلا: "انتهى المشهد وقد يكون المشهد له فصول أخرى لا نعلمها الله يعلمها، ولكن حتماً الشيخ محمود شعبان يحتاج لدعواتكم".
وكانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض على الدكتور محمود شعبان بعد خروجه من صلاة العشاء، بمسجد عاطف السادات بحلمية الزيتون.
وجاء ذلك بعد حوار له مع الإعلامي وائل الإبراشي علي قناة دريم الفضائية، حيث أكد شعبان فيه أن ما حدث في مصر انقلابا عسكريا.