أفادت مصادر طبية متطابقة من المشفيين الحكوميين بكل من مدينتي مرزق وأوباري أن حصيلة
القتلى جراء الاقتتال القبلي بين "
التبو" و"
الطوارق" منذ ثلاثة أشهر إلى الآن وصلت إلى 160 قتيلا و215 جريحا.
وذكر مصدر طبي بمشفى مرزق الحكومي، مفضلا عدم نشر اسمه أن المشفى استقبل 46 قتيلا و120جريحا من "التبو" منذ بدء الاشتباكات.
وأضاف المصدر أن هناك بعض القتلى تم دفنهم بأوباري، وهي غير معروفة والمشفى لايزال يستقبل بشكل يومي الجرحى لأن الاشتباكات لازالت مستمرة، مشيرا أن المشفى يعاني من نقص في الأدوية والمعدات الطبية.
وفي ذات السياق ذكر مصدر طبي من مشفى أوباري الحكومي، 114 قتيلا و95 جريحا، من بينهم قتلى من جنسيات أفريقية، مؤكدا أنه منذ بدء الاشتباكات والمشفى يعمل بأقل طاقته الاستيعابية.
ولم تشر المصادر الطبية، في حسابهم للجرحى والقتلى، إلى أي حالات دفن للقتلى أو علاج للجرحى بعيدا عن المشفيين.
وشهدت المدينة، الاثنين، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عدة أحياء خصوصا في مشروع الرومانية والشعبيات، وذلك بعد تعثر جهود المصالحة من قبل أعيان ووجهاء وحكماء المنطقة الجنوبية.
وتدور اشتباكات بين
قبائل التبو والطوارق في مدينة أوباري منذ أكثر من شهر، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى، رغم الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في 22 أيلول/ سبتمبر الماضي، لوقف إطلاق النار بينهما، بعد أيام من القتال، أسقطت نحو 20 قتيلا.
ويعود أصل هذه الاشتباكات إلى مشاجرة بين أفراد أمن من قبائل الطوارق ومواطن من قبائل التبو.
ويشهد الجنوب الليبي بين الحين والآخر اشتباكات قبلية، لاسيما أن المنطقة تضم قبائل عربية وغير عربية.
والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة.
ولا توجد أرقام رسمية حول تعداد الطوارق في
ليبيا، إلا أن بعض الجهات تقدرهم بما بين 28 و30 ألفًا من أصل تعداد ليبيا البالغ حوالي 6.5 مليون نسمة.
أما قبائل التبو (غير عربية) فهم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا وشمالي النيجر وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعض المؤرخين إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل "التمحو" الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل "الجرمنت"، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، بينما يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى "التيبوس" وتسكن شمالي ليبيا.