قررت الحكومة
المصرية منع عرض
فيلم أمريكي يتناول قصة نبي الله
موسى عليه السلام مع
فرعون، وخروج بني
إسرائيل من مصر، بسبب ما قالت إنه "تزييف للحقائق التاريخية".
وأثار فيلم "الخروج..
آلهة وملوك" للمخرج البريطاني، ريدلي سكوت، جدلاً في مصر وفي دول عربية وإسلامية، بسبب تجسيده للنبي موسى، كما أنه يشكك في أحداث ذكرت في القرآن الكريم، من بينها معجزة شق البحر.
وأكدت وزارة الثقافة أن سبب منع الفيلم ليس دينياً، وإنما ثقافي، نافية أي دور للأزهر في قرارها بمنع عرضه بدور السينما المصرية.
فيلم صهيوني
ولفتت الوزارة في بيان لها الأحد -حصلت "عربي21" على نسخة منه- إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية قامت بمشاهدة الفيلم، وقدمت تقريراً وافياً عنه، تضمن وجود مغالطات تاريخية متعمدة تسيئ لمصر وحضارتها الفرعونية، وتاريخها العريق، في محاولة -ليست الأولى- لتهويد الحضارة المصرية.
وتابع البيان: "تأكد لنا وجود بصمات الصهيونية العالمية على الفيلم، حيث بنيت فكرته على تزييف الحقائق التاريخية والمغالطات الفادحة، من بينها إظهار المصريين القدماء على أنهم متوحشون، وأن اليهود هم "شعب الله المختار".
وقال وزير الثقافة، جابر عصفور، إن الوزارة لم تأخذ -من الأساس- رأي الأزهر قبل إعلان منع الفيلم.
وأكد عصفور -في تصريحات صحفية- أن هذا الفيلم "صهيوني متعصب بامتياز"، حيث يعرض التاريخ من وجهة نظر صهيونية، ويقدم موسى واليهود على أنهم البناة الحقيقيون للأهرامات، وهو ما يتناقض مع الحقائق التاريخية".
وأوضح الوزير أنه لم يشاهد الفيلم، لكنه متأكد من أنه يعادي الشعب المصري، ويصوره بصورة مشوّهة، مشيراً إلى أن قرار منعه أصدرته الرقابة على المصنفات الفنية، بدافع وطني يحترمه كثيراً، على حد قوله.
ويحرّم الأزهر ظهور ممثلين يجسدون الأنبياء والرسل والصحابة في الأفلام السينمائية، في فتوى صدرت عام 1926 -ولا زالت مطبقة حتى الآن- من هيئة كبار العلماء.
وتقول الفتوى إن "الأنبياء والرسل لا يجوز شرعاً تجسيدهم فى الأعمال الفنية؛ لأن الأعمال الفنية تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياة الأنبياء وسيرهم فيها من الوحي والإعجاز والصلات بالسماء ما يستحيل تجسيده وتمثيله، وإن تجسيدهم إساءة محققة إلى سيرتهم وحياتهم".
المنع في زمن الإنترنت
وقلل الناقد السينمائي المصري، سمير الجمل، من أهمية قرار منع عرض الفيلم، وقال إنه غير مجد، "لأن زمن المنع انتهى، ولم يعد أحدنا وصياً على الآخر".
وأضاف الجمل: "في زمن الإنترنت لم يعد منع أي عمل فني مفيداً، فالأفلام يجري تحميلها، ويشاهدها الملايين".
وكانت النيابة العامة في مصر أحالت السبت الماضي الكاتبة فاطمة ناعوت إلى المحاكمة الجنائية بتهمة ازدراء الإسلام، بعد أن قالت في عيد الأضحى الماضي إن الوحي للنبي إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل كان كابوساً مقدساً، يتسبب في أبشع مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها وهو يبتسم".
وتعليقاً على محاكمتها، قالت ناعوت إنه "لا يمكن أن يحاكَم شخص بسبب كتابته تدوينة على موقع فيسبوك"، واتهمت الإخوان برفع الدعوى ضدها، بغرض منعها من الدعوة إلى "العلم والتنوير"، على حد زعمها.
وكانت مصر حظرت من قبل أفلاماً عديدة تجسد الأنبياء، كان آخرها فيلم "نوح"، الذي منع عرضه في آذار/ مارس الماضي، بعد طلب من الأزهر، على الرغم من اعتراض وزير الثقافة جابر عصفور، في حين سمحت في عام 2004 بعرض فيلم "آلام المسيح"، رغم معارضة الأزهر والكنيسة القبطية آنذاك.
من جهته، قال وكيل الأزهر الشريف، عباس شومان، إن تجسيد شخص الرسول أو الأنبياء، يخالف ثوابت الإسلام وعقيدة أهل السنة والجماعة، مضيفاً أن الأزهر الشريف ضد تصوير أي عمل سينمائي يخالف هذا التوجه.
وأكد أن الأزهر لا يملك سلطةَ المنع أو المصادرة، وأنه يقوم فقط بواجبه في إبداء الرأي الشرعي "وفاء لرسالته"، و"استجابة لتطلع الأمة إليه كمرجعية أولى للشريعة في العالم الإسلامي"، مشيراً إلى أن الأزهر لن يسمح بدخول هذا الفيلم إلى مصر، وسيقف له بالمرصاد، وفق تعبيره.