قال المحلل الصحفي إسرائيل هرئيل، إن إسرائيل ترى في مساعي
السعودية للمصالحة بين قطر ومصر مدخلا لتهدئة وترتيب الأوضاع في قطاع
غزة.
وفي مقالته لـ "هآرتس"، الإثنين، أكد هرئيل أن السعودية هي التي تقف خلف خطوة المصالحة والتقارب بين قطر وحكم الجنرالات في مصر مؤخرا.
وشدد على أنّ إسرائيل ترى بنجاح مساعي المصالحة السعودية فسيكون إمكانية للاستعانة بها في الجهود لاستقرار الوضع في قطاع غزة، في ضوء العلاقات الوثيقة بين قطر وحماس.
وأضاف أن إسرائيل تنظر بإيجابية في التقارب بين الدولتين لأنه يأتي في سياق إعادة قطر للكتلة السنية، ولدق إسفين بينها وبين الإخوان المسلمين والمنظمات السنية الجهادية العاملة في الشرق الأوسط.
ليس هذا فحسب، بل يزيد الكاتب على ذلك بالقول "وتسعى مصر إلى أن تضمن بأن توقف قطر المساعدات المالية للإخوان المسلمين في أراضيها، ولكن رغم ما نشر في الصحافة الكويتية بأن قطر تعهدت منذ الآن بوقف الأموال لحماس، فليس هناك لهذا التقرير تأكيد من مصادر مطلعة".
ولم ينف هرئيل احتمالية أن يكون المصريون والقطريون قد توصلوا إلى تسوية أخرى، بموجبها يُنقل المال القطري والوقود الذي تسعى قطر إلى توريده بالمجان لحماس في قطاع غزة بالاتفاق مع مصر، على حد تعبيره.
وكشف الكاتب أنّ للخطوة التي بادرت إليها السعودية على ما يبدو هدفا آخر، يتجاوز تعزيز الكتلة السنية المعتدلة في العالم العربي بقيادة سعودية ومصرية. ألا وهو الخشية من اتساع النفوذ الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط بعد تقارب
حماس مع الأخيرة.
ووصفت مصادر أمنية في إسرائيل الخطوات السعودية بأنها "طموحة"، وترى في ذلك إمكانية لتأثير باعث على الاعتدال لمواقف حماس في المواجهة مع إسرائيل أيضا، وفقا لهرئيل.
ولإثبات ما ذهب إليه الكاتب زعم أنّ جهاز الأمن الإسرائيلي تلقى من حماس رسائل غير مباشرة بأنها ليست معنية باستئناف المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وهو ما ولد قناعة لدى إسرائيل بأن حماس لم يكن لها يد في إطلاق الصاروخ مؤخرا.
وأضاف بعد العمليات عملت حماس على منع مزيد من النار، وكذا امتنعت عن رد عنيف على القصف العقابي الإسرائيلي، والذي قتل فيه ضابط من شبكة المراقبة لديها وأصيب بضعة نشطاء في الذراع العسكري.
ونسب الكاتب إلى جهاز الأمن الإسرائيلي تقديره بأن قيادة حماس تسعى إلى الامتناع عن التصعيد خشية إلحاق ضرر إضافي بقطاع غزة، وهي تعمل في هذه الأثناء على كبح جماح الفصائل الأصغر، على حد زعم هرئيل.