أكد
شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، أنه يشعر بحزن شديد حينما يقول مثقفون كبار إن جماعة
الإخوان اخترقت مشيخة الأزهر.
وكشف الإمام تفاصيل جديدة عن صراعه المرير مع الإخوان، منذ فوزهم بانتخابات مجلس الشعب وحتى رحيلهم عن السلطة، وفقا لصحيفة الشروق
المصرية.
وقالت الصحيفة إنّ الإمام الأكبر أكد، خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية الأربعاء، أنه وبعد ظهور بوادر لسيطرة الإخوان على الدولة، وتحسبا للخطر القادم، فقد قام بتغيير القانون الذي يعطي رئيس الجمهورية حق تعيين شيخ الأزهر، بحيث يتم اختياره من قبل هيئة كبار العلماء، وتم الحصول على موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وإصدار القرار بالجريدة الرسمية قبل يوم واحد من انعقاد مجلس الشعب وهدد الإخوان بإعادة القانون مرة أخرى.
وأضاف الطيب أنه منذ اليوم الأول لحكم الإخوان وضع استقالته في جيبه، و"قلت للإخوان عندما زادت ضغوطهم، عليكم أن تتحملوا ثمن الاضطراب الداخلي والخارجي لو استقلت"، وفقا للصحيفة.
ونقلت الشروق عن الطيب، في أول يوم لتولي مرسي الحكم وذهابه إلى جامعة القاهرة للاحتفال، قوله: "انسحبت من الحفل لأنهم أجلسوني في مكان غير لائق".. ورغم ذلك قال الطيب: "كنت أعرف مرسي قبل الحكم وكان مهذبا وفاضلا معي، لكن كنا ندرك ثمن سيطرتهم على الحكم".
ونوهت الصحيفة إلى أنّ الطيب كشف عن وقائع متعددة حول صراعه مع الجماعة، خصوصا مسألة تعيين ثلاثة من نواب رئيس جامعة الأزهر، و"كانت الجماعة تريد تعيين إخوان، لكن الاختيار جاء على غير هواهم وأرسلنا من فازوا، لكن مؤسسة الرئاسة لم تصدق على النتيجة، واتصلت بهشام قنديل ثم بالسفير رفاعة الطهطاوي، فقالوا لي ابحث عن بدائل لهؤلاء"، كما نقلت الصحيفة عن الطيب.
وبحسب الطيب ورغم اختيار بدائل، فقد تكرر السلوك نفسه، وظلت جامعة الأزهر من دون نواب لمدة ثمانية شهور، وفي النهاية "هددت بالاستقالة مرة أخرى وكلمت الدكتورة باكينام الشرقاوي، ثم تكررت المماطلة، لكن في النهاية أدركوا أنهم لن يستطيعوا التغلب على هذا المخ الصعيدي"، على حد تعبيره.
وكشف شيخ الأزهر عن معركة اختيار المفتي، حيث تم اللجوء إلى الانتخاب أيضا، "خصوصا بعد أن علمنا أن الإخوان (كانوا مجهزين ناسهم)، وتم إجراء الانتخابات واضطررت إلى الإعلان عن نتيجة التصويت التي فاز بها د. شوقي علام بـ22 صوتا مقابل صوت واحد للمرشح الإخواني، لقطع الطريق على أي محاولات التفافية، ورغم ذلك طلبت منا الرئاسة أن نرسل كل الأسماء المرشحة لها".
وكشف الطيب كذلك عن أنه تعمد عدم الذهاب إلى الكثير من الحفلات المهمة التي حضرها رئيس الجمهورية، خصوصا تلك التي شهدت تكفيرا لبعض الفئات والطوائف، كما إنه لم يحضر آخر ثلاثة خطابات لمرسي، على ذمة الصحيفة.
وأكد الطيب ـ بحسب الشروق ـ أنه كان حريصا على حضور اجتماع 3 يوليو، وجاء في طائرة عسكرية من الأقصر وشاهد جموع المتظاهرين، "الذين كانوا مثل النمل"، وأصر على أن يكون مع غالبية الشعب وقال: "لو تخلفت، كنت سأسجل في سجل الخزي والعار".
وأضافت الصحيفة أن الطيب كشف عن معركة عمادة كلية الطب، و"كان هناك اثنان يتسابقان وفاز المرشح الإخواني بفارق صوتين فقط، وكانت اللائحة تتطلب ضرورة إعادة التصويت ليحصل الفائز على أكثر من خمسين في المئة، لكن الإخوان تظاهروا، ورفض د. هشام قنديل إعادة التصويت. واستغربت أن يصل الأمر إلى رئيس الجمهورية وجاءني شخص يطلب مني أن أوقع على فوز المرشح الإخواني ورفضت، فقالوا لي: هذا توجيه. فقلت له: أرفض ذلك، فذهبوا إلى رئيس الجامعة ووقع على القرار".
وقال الطيب إن "الأزهر ليس فوق مستوى النقد وليس مؤسسة كهنوتية، بل مؤسسة تعليمية، ولا نقف ضد الإبداع ولا نملك جنازير، نقول رأينا فقط في كل ما يطلب منا، إما أن يؤخذ به أو يلقى في مهب الريح"، وفقا للشروق.
وقال الطيب إن "كل قادة العنف والتطرف لم يكونوا من خريجي الأزهر باستثناء واحد فقط مسجون في الخارج"، ويقصد الدكتور عمر عبدالرحمن.
ونوهت الشروق إلى أن الطيب كشف عن محاولات تيارات متطرفة استقطاب طلاب الأزهر لدى التحاقهم بالجامعة عبر تسديد الرسوم والمساعدات، "وكنا نقف لهم بالمرصاد.. لكن كيف تقولون إن الإخوان اخترقوا الأزهر أثناء ما سمي، بقضية ميليشيات الأزهر، في حين أن الدولة نفسها سمحت بدخول 88 عضوا من الإخوان إلى مجلس الشعب؟"، وقال: "أروني مؤسسة واحدة نجت من الأخونة غير الأزهر؟".
وقالت الصحيفة إن الطيب تحدث بأسى عن أن المخصص لأنشطة طالب الأزهر هو جنيه واحد مقابل 25 جنيها لطالب الجامعات الأخرى.
وبعد مداخلات وكلمات وأسئلة عديدة من جانب رؤساء التحرير ـ الذين حضروا اللقاء الذى أداره نقيب الصحفيين ضياء رشوان ـ قال الإمام الأكبر إنه يلوم بعض الإعلاميين على التعميم، وأن "أحدهم ركز على وجود صرصار في زجاجة بدلا من دور الأزهر في حل الصراعات الثأرية في الصعيد"، بحسب الشروق.
ودافع الطيب عن الدكتور محمد عمارة قائلا إنه ليس إخوانيا، ويلعب دورا مهما في توضيح صورة الإسلام المستنير الذي كشف التغلغل الشيعي، كما إنه دافع أيضا عن الدكتور حسن الشافعي، مؤكدا أنه كان إخوانيا في السابق، وتوقف عن ذلك ولا يأتي للأزهر إلا مرة كل ثلاثة شهور، و"لا ينبغي أن نلوم عمارة أو الشافعي لمجرد أنه كان لهما موقف مختلف أثناء فض اعتصام رابعة العدوية وكانت الأمور مضطربة"، حسب وصف الشيخ.
وأكد الطيب أنه لم يعد يشاهد الفضائيات إلا نشرة التاسعة والتليفزيون المصري.
وقال الطيب إن هناك 450 ألف طالب بجامعة الأزهر في 80 كلية، والاضطرابات والعنف موجودة فقط في مقر الجامعة بمدينة نصر، وقياسا على الحجم والنسبة فلا يوجد ما هو استثنائي.
واتهم الطيب طلابا وطالبات في الأزهر بتلقي أموال تبدأ من 50 جنيها وتصل إلى 300 جنيه للمشاركة في المظاهرات والعنف، على حد وصفه.
وكشف الطيب عن أنه تمت دعوة رؤساء الكنائس الشرقية وعلماء الشيعة المعتدلين والدروز والأيزيديين لحضور المؤتمر الدولي الأخير بشأن مكافحة الإرهاب، "حتى نقول للغرب إننا جميعا ضد الدولة الإسلامية"، وفقا للشروق.