هل
مصر التي يحلم بها أبناءها هي حقاً لكل المصريين أم عزبة يبيعها من لا يملكها لمن لا يستحقها بثمنٍ بخس؟!- مصر الآن كما يراها كل ذي عينين تُدار بمنطق "الأهل والعشيرة"(ليس على طريقة محمد مرسي وجماعته) ولكنها العشيرة العسكرية أو التابعين لها والقريبين منها فقط ، أما باقي الشعب "الشقيق" فهو يعيش وكأنه لاجئ سياسي !.
السيد محمود بدر زعيم المتمردين في ما يسمى بحركة "
تمرد" يبدو أنه يريد أن يخدع الشعب مرتين الأولى بكذبته الكبرى التي أطلقها مع جماعته (المتمردين) في ما يتعلق بأكذوبة"30 يونيه" انتصاراً كما يدّعون لهذا الشعب (المسكين) الذي اختطفه الديكتاتور الظالم محمد مرسي وجماعته لصالح دولة "الأهل والعشيرة" ورفضاً لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية والاجتماعية ! ، وإذا بالشعب" المسكين" يستيقظ على كابوس حكم عسكري أكثر قسوة وقمعا من ذي قبل أطاح بكل تبقى له من أحلام بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التي انتفض من أجلها في 25 يناير 2011 – أما الخدعة الأخرى التي يريد أن يخدع بها "البسطاء والمساكين" عندما تواطئ مع شركاءه في السلطة على التربح من مال الشعب (تحت مسمى المنفعة العامة) وبالقانون ممهوراً بخاتم النسر ، هذا المصطلح المشبوه لكل من أراد أن يمتص دماء الشعب ثم يخرج علينا ليعلن أنه ما فعل ذلك إلا حباً لتراب هذا الوطن وحرصاً على مصالحه التي لا ينام الليل من أجلها! ، وهو ما حدث بالفعل في قضية أرض "البسكويت" الأخيرة التي حصل بمقتضاها فتى 30 يونيه المدلل (محمود بدر) على تخصيص قطعة أرض تابعة لحقول الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة بمحافظة القليوبية بمسقط رأسه بشبين القناطر بقرار جمهوري( صدر خصيصاً له لصالح المنفعة العامة بنص القرار ، وبمبدأ الأهل والعشيرة طبعا) ، هذا المبدأ الذي استفز كرامة سيادته فتمرد على رئيسه الشرعي ،ودعا الناس للخروج في 30 يونيه ، ولأن (اللي اختشوا ماتوا) فإن "بدر" اعترف بالواقعة قائلاً "إن كانت تهمة فنحن نعترف بها ونُقر أننا سعينا إليها" متعللاً بأن المصنع سيوفر ألف فرصة عمل لشباب شبين القناطر ، في الوقت الذي نسى فيه "بدر" كيف كانت حالته المادية حيث كان يلبس فانلة بثلاثة جنيهات كغالبية شباب مصر والآن يركب سيارة آخر موديل كما يقول أحد زملاءه في حملة " تمرد" .
لم يكن هذا القرار الأخير بطبيعة الحال ، لكنه تتويجاً لتعاون مستمر ومثمر بين دولة "30 يونيه" وفتاها المدلل "محمود بدر" الطامع في حصانة مقعد في برلمان عن دائرة شبين القناطر ،والذي صدع رؤوسنا شهوراً قبل ثورته على إرادة الشعب بالعدالة العمياء التي لا تفرق بين مواطن مصري في أفقر قرية في (أقاصي صعيد مصر) وبين قرية أخرى حتى لو كانت في(شبين القناطر) التي تنعم بعطف وحنان أجهزة ومؤسسات دولة 30 يونيه ، فمن وزير الداخلية الذى وافق على إنشاء قسم شرطة في مسقط رأسه بقرية "نوى" التابعة لمركز شبين القناطر بطلب منه شخصياً !،فضلاً عن وعد وزير الإسكان بحل مشكلة انقطاع المياه في دائرته وأبلغه أنه كلّف على الفور نائب مدير شركة المقاولون العرب ونائب شركة مياه الشرب بسرعة التوجه لشبين القناطر لحل المشكلة بناءً على مكالمة هاتفية من "بدر" ! ، هذا بالإضافة إلى تخصيص أتوبيسات لخدمة أهالي شبين القناطر إلى القاهرة بناءً على طلب تقدم به "بدر" ! .. والبقية تأتي لتؤكد للقاصي والداني أن مصر 30 يونيه ترجع إلى الخلف بأسرع مما نتصور يعيش فيها أبناء البطة البيضاء عيشة (الشهد) والعسل ،أما أبناء البطة السوداء فلهم الدموع والحنظل المر !.
يبقى سؤالاً ليس بريئاً على الإطلاق يلح في رأسي وهو أنه إذا كان هاجس "المنفعة العامة" يُؤرق سلطة 30 يونيه وطفلها المدلل "بدر" فهل يجوز أن أتقدم أنا الشاب الفقير بطلب تخصيص قطعة أرض في قريتي الكائنة في رَبعٍ من ربوع مصر المحروسة فهل ستوافق الحكومة على تخصيصها لي لصالح المنفعة العامة ؟! وإذا كان الأمر بهذه السهولة واليُسر وسيحظى طلبي بالموافقة فأحب أن أتقدم من باب (المنفعة العامة) أيضاً وحباً لوطني بطلب آخر لكل شباب مصر المحروسة بلا استثناء، ليكون هتافنا جميعاً " الشعب يُريد تخصيص مصنع بسكويت" !.