تشهد
إيران هذه الأيام صراعا هاما بين التيار الإصلاحي الرئيس حسن
روحاني من جانب، وبين
الحرس الثوري الإيراني والمرشد الإيراني من جانب آخر. ونشأ هذا الصراع بعدما هدد الرئيس الإيراني باستفتاء عام على الملف النووي الإيراني.
صحيفة "عربي21" رصدت تصريحات لروحاني تعدّ تصعيدا جديدا ضد التيار الأصولي المتشدد في إيران ممثلا بالحرس الثوري، كونه التيار الوحيد الذي لا يريد طرح
استفتاء شعبي يتعلق بالملف النووي الإيراني على الشعب.
وقال حسن روحاني خلال مؤتمر اقتصادي كبير في طهران، إن "الدستور الإيراني يتيح لنا طرح القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الهامة والكبيرة على الشعب الإيراني من خلال استفتاء. ويتم حسم الخلاف بشكل ديمقراطي عن طريق الشعب بشكل مباشر. ونحن في إيران منذ 36 عاما لم نطرح أي قضية على الشعب".
يذكر أن المادة 59 من الدستور الإيراني تقول إنه في القضايا المهمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية من الممكن اللجوء للاستفتاء الشعبي العام لأخذ رأي الشعب الإيراني بصورة مباشرة، بعد التصويت من قبل ثلثي أعضاء البرلمان الإيراني على طرح الاستفتاء.
وقال روحاني إننا "نريد الاحتكام ولو مرة واحدة في قضية مصيرية تهم الشعب الإيراني"، وأضاف: "إنني أعلم جيدا حجم الاختلاف بين وجهتي النظر اللتين تطرحان بخصوص الاستفتاء الشعبي في إيران، ولكن هناك قضايا أصبحت تمس صميم حياة المواطن الإيراني وتؤثر عليها، وعلينا أن نرجع لهذا المواطن ونأخذ رأيه بعين الاعتبار من خلال هذا الاستفتاء"، على حد قوله.
وهاجمت عدة صحف إيرانية رسمية، منها ما هو تابع للمرشد الإيراني علي
خامنئي، تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني، واعتبرت موضوع طرح الاستفتاء الشعبي على الملف النووي الإيراني هو الهجوم غير المباشر على الحرس الثوري الإيراني والمرشد في إيران.
وقالت صحيفة "وطن أمروز" الإيرانية، إن حسن روحاني يريد تسليم الصواريخ البالستية الإيرانية والملف النووي الإيراني إلى القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، ولكن الشعب الإيراني يرفض هذا الطرح الذي يعتبر مهينا ومذلا للأمة الإيرانية ومكانتها في المنطقة والعالم، بحسب ما نشرت.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني الداخلي أن روحاني حاول من خلال تهديده باستخدام الاستفتاء الشعبي، أن يترك الكرة في ملعب خامنئي والحرس الثوري الإيراني بخصوص الملف النووي الإيراني، ويجعلهم في مواجهة الشعب الإيراني الذي أنهكته العقوبات الاقتصادية.
ويقول الإصلاحيون في إيران، إنه ينبغي على الشعب الإيراني أن يعرف الذين لا يريدون أي حلول وتوافقات تنهي خلاف إيران مع دول الـ"5+1" في قضية البرنامج النووي الإيراني، مؤكدين أن التيار الذي يرفض هذا الاتفاق الشامل أصبح منتفعا اقتصادياً وسياسيا على حساب أكثرية الشعب الإيراني.
ويرى الحرس الثوري الإيراني أن فتح باب الاستفتاء أمام الشعب الإيراني حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية، سوف يشجع الإيرانيين على المطالبة باستفتاءات أخرى، من الممكن أن تطال مكانتهم وسطوتهم الاقتصادية على المؤسسات الإيرانية.