على الرغم من الجدل الذي أثارته
إيران برغبتها إنتاج
فيلم سينمائي يجسد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورفض العديد من
العلماء للعمل إلا أنها ما زالت ماضية فيه رغم الرفض.
ونظمت الجهات القائمة على الفيلم جولة للصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء على موقع التصوير في مدينة نور السينمائية حيث أظهرت الصور بناء ما يشبه القرية التي تحاكي مكة المكرمة بالإضافة إلى مجسم يحاكي الكعبة المشرفة.
وأشرف على جولة الصحفيين مخرج العمل مجيد مجيدي، ورئيس المنظمة السينمائية في إيران حجة الله أيوبي، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وكان مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، هاجم الفيلم الذي تنوي إيران إنتاجه عن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكد الجوزو أن إقدام إيران على هذه الخطوة "يعيدنا إلى عصور الوثنية التي كانت تدين بها إيران قبل الإسلام".
وشدد الجوزو على أن هذا الأمر محرم شرعاً، لما لأهمية شخصية النبي عليه السلام واحترامها وتوقيرها وتعظيمها عند المسلمين، ولا يمكن لأي شخص مهما كان أن يمثّل دوره.
وانتقد تجربة لبنان بمحاولة تصوير فيلم عن النبي يوسف ـ عليه السلام ـ مؤكداً أنها تجربة فاشلة؛ حيث أزرت هذه التجربة بشخصية هذا النبي، ولم تستطع أن تعبر عن حقيقة ما كانت عليه تلك الشخصية".
وأضاف أن "السينما تحتاج إلى إبراز أبطالها بأسلوب معين، ولا يمكن لها أن تتصرف في حوادث التاريخ التي رافقت تلك المرحلة التي عاشها هذا النبي أو ذاك، وقد ظهر ذلك واضحاً في فيلم يوسف عليه السلام".
وأشار إلى أن الإسلام يحترم جميع الأشخاص الذين لعبوا دوراً فاعلاً في الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والجهاد في سبيلها، والالتفاف حول
الرسول عليه السلام ونصرته ومحبته، والاستشهاد في سبيل الدفاع عن رسالته.
ورفض محاولات من أسماهم بـ"الفرس"، يقصد الإيرانيين، طمس هذا التاريخ العريض، واختصاره على أشخاص معدودين من آل البيت، "جعلوا القرآن يدور حولهم وحول شخصياتهم، دون النظر إلى التأويلات المغرقة في البعد عن أهداف الرسالة الأولى، وأهمها التوحيد وعدم الإشراك بالله، فقدسوا الأشخاص وتركوا حقيقة الرسالة".