تحت شعار "نحن نموت ليحيا أطفالنا"، أعلن مديرو وأهالي "تجمع
مخيمات أطمة" للنازحين السوريين داخل الأراضي السورية قرب الحدود التركية عن بدء
إضراب عن الطعام ابتداء من الاثنين، بسبب "التقصير المتعمد تجاه المخيمات من قبل الائتلاف (الوطني السوري) والحكومة المؤقتة ووحدة التنسيق والدعم والمنظمات الإنسانية والإغاثية"، بحسب بيان صادر عن التجمع
وحمّل بيان أصدره التجمع، وحصلت "عربي21" على نسخة منه، مسؤولية نتائج الإضراب للجهات المذكورة آنفا، فيما أفادنا مدير المخيم "أحمد الفرحات" بأن "المخيم يعاني من نقص حاد في كافة مقومات الحياة، ويفتقر إلى أبسط المقومات للعيش، وخاصة في ظل العواصف الثلجية والبرد القارس التي تجتاح المنطقة".
وقال الفرحات لـ"عربي21": "تم قطع مادة الخبز عن المخيم بشكل كامل، حيث أخبرت منظمة "إي ها ها" (التركية)، إدارة المخيم أنها لم تعد قادرة على توفير مادة الطحين بعد أن كانت تقدمها لفرن بلدة أطمة ليتم تصنيع الخبز فيه وتوزيعه على
النازحين، وكانت توزع سبع قطع من الخبز لكل عشرة أشخاص، وهي كمية غير كافية لإطعام الأشخاص العشرة".
ويأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه سعر ربطة الخبز إلى مئة ليرة سورية (حوالي نصف دولار)، أي أن كل عائلة تحتاج إلى أكثر من ثلاثين دولارا في الشهر لتأمين مادة الخبز إذا كانت تستهلك يوميا ربطتين، وهو مبلغ لا يملكه عدد كبير من العائلات، حسب تعبير الفرحات، مشيرا إلى توقف توزيع الخبز بشكل كامل الآن.
بدوره، قال مدير "جميعة البر" في تجمع مخيمات "أطمة" نايف العلي، إنه "مع كل العواصف وشدة البرودة والسيول التي جرفت عددا كبيرا من الخيم، والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعشيها النازحون، لم تصل منظمة إلى المخيم، ولا حتى الائتلاف ولا الحكومة المؤقتة، علما بأنه تم التواصل مع كافة الجهات المذكورة دون جدوى".
وذكر العلي أن المخيمات تعاني من انعدام مادة الخبز وحليب الأطفال والأدوية، في ظل انتشار أمراض كثيرة في صفوف النازحين، ولا سيما الأمراض الجلدية والالتهابات والإسهال عند الأطفال، مع العلم بأن هذه المخيمات لا يوجد فيها سوى نقطتين طبيتين. وبيّن العلي أن تلك النقطتين تفتقران إلى المعدات الطبية والأدوية وحتى الاختصاصات، فكثيرا ما يتم نقل المرضى إلى مشافي بلدة أطمة، حسب وصفه.
وتضم مخيمات أطمة أكثر من سبعة وأربعين مخيما، وتسكنها أكثر من خمسة آلاف عائلة. وبيْن النازحين أكثر من ألف رضيع، حسب آخر إحصائية صادرة عن إدارة المخيم.
ويتجاوز العدد الإجمالي للنازحين المتواجدين على الحدود السورية التركية 120 ألف شخص، جلهم من الأطفال والنساء، وهم كانوا قد نزحوا منذ ثلاث سنوات بسبب القصف المكثف على قراهم وبلداتهم من قبل قوات النظام، وهناك تخوف كبير من الناشطين من أن يمتد الإضراب إلى باقي المخيمات.