قد تمعن في التفكير في اللون المرة المقبلة التي تنوي فيها شراء سيارة، إذ إن هذه السمة في غاية الأهمية بالنسبة للمستهلكين.
يستثمر كبار مصنعي
السيارات ملايين الدولارات في الأبحاث الخاصة بآخر صيحات المركبات، وهم يؤكدون أن لون السيارة مهم جدا، بحيث إنه قد يكون هذا الأمر حاسما في قرار شراء السيارة أو عدمه.
وكثيرة هي الألوان التقليدية للسيارات في معرض "ديترويت"، مثل الأحمر لسيارات "بورش"، وغيرها من السيارات الفاخرة.
ولا شك في هيمنة
الأبيض على السيارات، لا سيما في جناح "فولكسفاغن"، فهو يحوي سيارات كثيرة بيضاء اللون، بالإضافة إلى السلالم والأثاث.
وغني عن القول إنه ما من تفصيل يترك صدفة أو خطأ في قطاع يدرّ أرباحا طائلة.
وتكلم مصنعان اثنان للسيارات في معرض "ديترويت" عن المفهوم الذي بات يعرف بـ"أثر مجموعة آبل الأميركية" (آبل إفيكت) لتفسير ازدهار السيارات البيضاء.
وصرّحت أونا شيبيرز من "فولكسفاغن": "بلغ اللون الأبيض للسيارات ذروته في السبعينيات والثمانينيات قبل أن يغيب فجأة عن الأضواء. لكن في خلال السنوات العشر الأخيرة، لاحظنا رواج الأبيض الذي تزامن على الأرجح مع انتشار أجهزة (آي بود) الموسيقية من (آبل)".
ولفتت إلى أن هذا اللون "لم يكن يسجل مبيعات جيدة في أوروبا من قبل، إذ إنه كان يذكّر المستهلكين بسيارات تسليم البضائع، ويبدو رخيصا".
لكن شيبيرز التي ترأس قسم التصاميم والألوان والشكل الخارجي، أكدت أن اللون الأسود لا يزال اللون الأكثر مبيعا من سيارات "فولكسفاغن".
وإذا اختار المستهلك سيارة سوداء على أخرى بيضاء، فهذا يدل على "أنه يهتم بأناقته. لكن غالبية سكان البلدان الحارة يحبون السيارات البيضاء".
كذلك فإن الأبيض "يرد الحر، في حين أن السيارات السوداء تزيد من شدته"، وفي بلدان مثل جنوب أفريقيا، حيث زحمات السير خانقة، تكون السيارات البيضاء أكثر بروزا عند تجاوز سيارة أخرى مثلا، ما يجعل منها أكثر سلامة.
وأقرّت سوزن لامبينين، وهي كبيرة المصممين في قسم الألوان والمواد في "
فورد"، بأن اللون هو جد مهم بالنسبة للبعض، لدرجة أنهم يشترون السيارة للونها لا غير، بغض النظر عن شكلها.
وتكلمت أيضا عن "أثر آبل" لتبرير رواج الأبيض في ألوان السيارات، باعتباره أكثر الألوان مبيعا في سيارات "فورد" على الصعيد العالمي.
وصرّحت لامبينين في معرض "ديترويت" أن "الأبيض جد نظيف وفني وحديث، لذا تظهر غالبية السيارات بمظهر جيد باللون الأبيض"، فضلا عن ألوان تقليدية أخرى مثل الأسود والفضي وحتى الأزرق الذي بات يلقى رواجا.
وعدّت أن "الاختلافات بسيطة" جدا في الخيارات المعتمدة في بلدان مختلفة، وذلك نظرا لآثار العولمة، مضيفة أن البيئة والثقافة والمناخ جميعها عوامل تؤثر على اختيار لون السيارة.
أما شيبيرز، فأشارت من جهتها إلى فروقات حادة بين البلدان، لا سيما فيما يخص الولايات المتحدة والصين.
وصرحت أن
الصينيين يفضلون "الألوان الفاقعة جدا، في حين أن الأمريكيين يفضلون الألوان الخافتة. ولا يزال الأبيض يحقق مبيعات جيدة في البلدين".
والأمر سيان بالنسبة للتصاميم الداخلية للسيارات التي تكون أكثر جرأة في الصين.
وأتت نتائج أبحاث قامت بها "فولكسفاغن" مفاجئة، فتبين لها أن المستهلكين الشباب يفضلون الألوان الباهتة، في حين أن هؤلاء الأكبر سنا لا يتوانون عن شراء سيارات فاقعة الألوان.