حقوق وحريات

النمسا تفكر بالانسحاب من مركز سعودي لحوار الأديان

أثار المركز جدلا شديدا بشأن سجل حقوق الإنسان في المملكة - أرشيفية
أثار المركز جدلا شديدا بشأن سجل حقوق الإنسان في المملكة - أرشيفية
 دعا المستشار النمساوي فيرنر فايمان، بلاده إلى الانسحاب من مركز للحوار بين الأديان ترعاه السعودية في فيينا، بعدما ثار جدل شديد بشأن سجل حقوق الإنسان في المملكة.

وأصبح فايمان أحدث وأكبر سياسي نمساوي يقترح الانسحاب من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي افتتح في عام 2012.

ودفعت السعودية تكاليف القصر الذي يؤوي المركز، وتحملت ميزانية السنوات الثلاث الأولى.

وقال فايمان لصحيفة "دير ستاندارد"، في مقابلة نشرت السبت: "هذا المركز لا يفي على الإطلاق بهدف الحوار، ويلزم الصمت بشأن القضايا الأساسية لحقوق الإنسان. لن نتسامح إزاء هذا. أعتقد.. بأننا يجب أن ننسحب (منه)".

وكانت النمسا في الأيام الأخيرة قد انتقدت الحكم الذي صدر بحق مدون سعودي بالجلد 1000 جلدة لإدانته بالإساءة للإسلام.

واستدعت وزارة الخارجية السفير السعودي لتقديم احتجاج، رغم أنه تم تأجيل جولة ثانية من الجلد العلني الجمعة.

وفي حزيران/ يونيو 2012 ألقي القبض على بدوي الذي أنشأ موقع "الليبراليون السعوديون" على الإنترنت، ووجهت له تهم، بينها ارتكاب جرائم إلكترونية ومعصية والده. وحكم عليه العام الماضي بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (266 ألفا و666 دولارا) وألف جلدة. 

وقالت وزيرة العدل السابقة كلاوديا بانديون-أورتنر نائبة رئيس المركز التي تعرضت لانتقادات في العام الماضي بسبب تصريحاتها التي بدا أنها تقلل فيها من شأن سجل حقوق الإنسان السعودي لوكالة أنباء "إيه بي إيه"، إنها ستستقيل من منصبها قريبا.

ودعا وزير الخارجية سباستيان كورتس الذي ينتمي لحزب الشعب المحافظ، إلى التحلي بضبط النفس في الوقت الذي يقوم فيه بإعداد تقرير بحلول منتصف العام، بشأن مدى التزام المركز بمهمته.

وحذر الرئيس النمساوي هاينز فيشر والكردينال الكاثوليكي كريستوف شونبورن، من رد فعل متسرع.

ورغم تمويل الرياض، فإن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ليس كيانا سعوديا. وتدعمه معاهدة دولية وقعتها النمسا وإسبانيا والسعودية. ويعدّ الفاتيكان مراقبا مؤسسا وله تمثيل في مجلس إدارة المركز الذي يجب أن يضم - بموجب المعاهدة - ثلاثة مسيحيين وثلاثة مسلمين ويهوديا وهندوسيا وبوذيا.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، ندد الزعماء الكبار المسلمين والمسيحيين واليهود، بعنف المتشددين الجهاديين من أمثال الدولة الإسلامية، في مؤتمر عقده المركز.

ولم يتسن على الفور الاتصال بأحد في المركز للتعقيب على تصريحات فايمان. 
التعليقات (0)