تعهد للسوريين بأن المرحلة القادمة ستكون جديدة بكل المعاني.
تعهد رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة بالعمل ليكون الائتلاف "المؤسسة الوطنية الجامعة". وقال، مخاطبا السوريين، إن المرحلة القادمة ستكون "جديدة بكل المعاني (..) تقبل ما تقبلون وترفض ما ترفضون"، في إشارة إلى مؤتمر موسكو على ما يبدو.
وقال خوجة الذي انتخب هذا الشهر رئيسا للائتلاف خلفا لهادي البحرة: "أيها السوريون، نبدأ مرحلة جديدة في الائتلاف الوطني، مدركين ثقل الأمانة، وثقة قوى الثورة والمعارضة.. التي تنتظر نقلة حقيقية من الائتلاف".
وأضاف في كلمة مصورة وزعها المكتب الإعلامي للائتلاف: "نطلب دعمكم وثقتكم، وأعدكم أن أعيد الائتلاف إليكم، وأعيدكم إليه، ليكون المؤسسة الوطنية الجامعة، لأن هذه المؤسسة لن تكون فاعلة مهابة في نفوس الآخرين، إلا إذا كانت حاضرة مهابة في نفوسنا نحن السوريين، وهي لن تكون كذلك إلا إذا التففنا حولها تأييدا ودعما ومشاركة".
ويتعرض الائتلاف لانتقادات كثيرة من جانب مؤيدي الثورة السورية، حيث يتهم بالانشغال بالخلافات الداخلية والمحاصصات وعدم القدرة على مواجهة احتياجات السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أو في بلدان اللجوء، على المستويين العسكري والإنساني.
لكن خوجة توجه إلى السوريين بالقول: "أعدكم أن تكون المرحلة القادمة جديدة بكل المعاني، تنطلق منكم، وتهتدي برؤيتكم وتحقق غاياتكم، تقبل ما تقبلون، وترفض ما ترفضون، تحقيقا لشعار الثورة الأول "الشعب يريد"، ونحن نهتدي بإرادة الشعب".
وفي تلميح إلى المؤتمر الذي تحاول روسيا تنظيمه، ويجمع النظام السوري مع أشخاص من المعارضة وجهت إليهم الدعوة بالاسم بينهم أعضاء في الائتلاف، قال خوجة: "لن نسمح بإطالة عمره أو إعادة إنتاجه تحت أي راية أو أي شعار، فلن تتوقف أعمال القتل لشعبنا.. والتدمير لبلادنا إلا عبر التخلص من نظام القهر، وليس من حل سياسي واقعي للخلاص، إلا إذا أفضى إلى رحيل رأس النظام وطغمته المجرمة".
وأضاف: "لن نسمح بالالتفاف على أهداف الثورة في أي مبادرة تطرح لإيجاد الحل السياسي التفاوضي، ولن يكون التفاوض هدفا بذاته إنما وسيلة لتحقيق انتقال السلطة إلى الشعب".
وقال رئيس الائتلاف السوري: "لقد اتضحت لنا جميعا، وبلا لبس، طبيعة السياسات التي تراد لوطننا وحقيقة مواقف جميع الأطراف والقوى، من قضية كرامتنا وحريتنا وحقوقنا، ولم تعد الرؤية محتاجة إلى كبير شرح وكثير تفصيل".
وأكد أن "مشروعنا الثوري والوطني في دولة مدنية حديثة، تقوم على مجتمع مدني حر، ينعم فيه السوريون بالمساواة والعدل والتعددية، في ظل الحياة الدستورية وسيادة القانون، الذي ضحى من أجله أبطالنا، لن يحققه غيرنا، ولن يصبر على تبعاته سوانا".
ودعا خوجة "كافة الفصائل الثورية المقاتلة إلى توحيد صفوفها، والتنسيق مع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، كخطوة أولى لمأسسة جيش سورية الوطني المقبل، وأدعو المجاهدين على كل الجبهات إلى التمسك بالاعتدال والوسطية، والبعد عن الغلو، بالاستناد إلى الوطنية السورية ورايتها وشعاراتها، التي كانت دوما من صلب فكر الإسلام والمسلمين وعقيدتهم في سورية، والموجّه الثابت لعملهم وسلوكهم وعلاقاتهم مع الآخرين من أبناء وطنهم".
ودعا "الجميع" لتقديم "الدعم الذي تحتاجه قيادة الائتلاف لتوحيد قوى الثورة، لامتلاك زمام المبادرة ومواجهة الاستحقاقات القادمة، السياسية والعسكرية، والاحتياجات الخدمية والإغاثية"، مؤكدا أن "صدر الائتلاف" سيكون "مفتوحا للنقد الذي يصوب المسار، ويعزز القوة والتشاور".
وأضاف: "لن نسمح لإجرام النظام أن يزرع الخوف والأحقاد بين مكونات الشعب، و"لا تزر وازرة وزر أخرى" وليس لأحد أن يخاف من مستقبل سورية إلا المجرمون أنفسهم"، وتوجه "للذين سلب النظام إرادتهم وأوهمهم بأنه المنقذ، وجند بعضهم للدفاع عنه، ولأولئك الذين انخرطوا في الجندية للدفاع عن الشعب والوطن ثم وجدوا أنفسهم يموتون من أجل القتلة" بالقول: "أما آن أوان اليقظة؟! فليس لنظام القتل مستقبل، فمستقبلكم بيننا ومع الثورة".
وكان بسام الملك، عضو الائتلاف الوطني السوري المقيم في القاهرة، قد ذكر السبت أن الهيئة السياسية للائتلاف لم تكلف إلى الآن أي شخص للتفاوض مع أطياف المعارضة في الاجتماعات التي دعت لها القاهرة.
وتوقع الملك، في تصريحات لوكالة الأناضول، صدور قرار من الهيئة السياسية بعدم الذهاب إلى موسكو، ومن ثم المطالبة بتأجيل حوار القاهرة، الذي يهدف إلى التوافق على رؤية موحدة تتضمن خارطة طريق (وثيقة سياسية) للمرحلة الانتقالية في سوريا، ليتم عرضها بصفتها مطلبا موحدا للمعارضة في موسكو.
وفي وقت لاحق، أعلن الملك تأجيل حوار المعارضة السورية في القاهرة، الذي كان من المقرر عقده يومي 22 و23 كانون الثاني/ يناير الجاري، مشيرا إلى أن اللقاء قد يعقد بعد شهر أو شهرين من الآن، دون أن يحدد سبب إرجاء الحوار.
وأوضح أن اللقاء المشار إليه "لا علاقة له بدعوة موسكو للحوار بين المعارضة والنظام السوري، الذي يوجد توجه قوي لدى الائتلاف لرفض حضوره".
وكان الحوار المقرر أن تستضيفه القاهرة يهدف أساسا للوصول إلى ورقة موحدة تتفق عليها أطراف المعارضة السورية، للذهاب بها إلى موسكو للحوار مع النظام السوري خلال الفترة من 28 إلى 29 كانون الثاني/ يناير.
وسبق أن أعلن الائتلاف السوري رفضه حضور اجتماعات موسكو لسببين، أولهما طريقة توجيه الدعوة باختيار موسكو لشخصيات بعينها داخل الائتلاف، ولم يتم توجيهها بشكل مؤسسي، أما ثاني الأسباب فهو عدم وجود ورقة واضحة للتفاوض، وهما السببان اللذان لم يتغيرا إلى الآن، وفق بسام الملك.