انتقد الروائي والأديب
المصري يوسف
زيدان أداء الحكومة المصرية في مواجهة
الإرهاب، واتهمها بأنها تضغط على الشعب المصري بحربها مع الجماعات المسلحة، وتقول للمصريين: "استسلموا لنا، أطيعونا، وسلموا عقولكم، ورقابكم، وأرزاقكم، وإلا ستصبحون مثل سوريا والعراق"، على حد تعبيره.
ووصف زيدان هذه الصيغة في حوار مع صحيفة البوابة الداعمة للانقلاب الأحد، بأنها "رديئة جداً، واستخدمها الحكام من قبل، وفشلت".
وانتقد الروائي المصري دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح
السيسي لتجديد الخطاب الديني، فقال: "لم أفضل أن يدس الرئيس أنفه في هذا الأمر، فهو رجل مخابرات، ورئيس جمهورية، والشأن الذي أقحم نفسه فيه شأن المفكرين، وليس الحكام، وتناوله غير جاد، ويُعتبر دعائياً".
وحول تقويمه لأداء السيسي في الحكم، قال زيدان: أداؤه حتى الآن لا بأس به، مضيفاً "وجوده من دون أن يفعل شيئاً أحد بنود الاستقرار، لأن البلد أصبح لها رأس، وأمامه مهام معقدة جداً، كما أنه واجه حالة ليس من السهل التعاطي معها"، على حد زعمه.
وأكد زيدان في الحوار أن "مصر مؤهلة لظهور داعش، لكن الظروف الموضوعية غير مكتملة تماماً، للاختلاف في الحالة العامة بين مصر، وسوريا، والعراق"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "الانفجار الداعشي إن حدث سيظهر بشكل محدود في بعض المناطق".
ووصف أداء الإعلام المصري بأنه بشع، وغير مهني، ويقوم عليه، ويمتلك أدواته؛ رجال أعمال لا يستهدفون التنوير، متسائلاً: من الذي يعوض رجال الأعمال عن هذه الأموال التي يخسرونها؟ ومن يتلاعب بعقول المشاهدين، ويصدر لنا هذا السخف بعرض برامج لا أهمية لها؟
وحذر من أن التخلف في العملية الإعلامية، وانسحاب الإعلاميين الجيدين من المشهد، ينذر بكارثة كبيرة.
ودافع زيدان عن المثقفين المصريين. وقال إنهم يواجهون تضييقاً شديداً حالياً يمنع من القيام بدورهم، مشيراً إلى أن من يمارس هذا التضييق هو المجتمع، لأن الدولة تجند المجتمع ضدهم، على حد قوله.
وأبدى دهشته من حادث باريس، مؤكداً أنه مليء بالألغاز، ويفرض أسئلة مثل: لماذا باريس؟ "فشارلي إيبدو" لم يسمع بها معظم العالم إلا بعد الحادث، والتوقيت غريب جداً، فلم يكن هناك أي حادث جديد يسير في هذا السياق، والرسوم التي نشرتها "شارلي" كانت من فترة طويلة، فضلاً عن رد الفعل المبالغ فيه من جانب الدول الأخرى، من حيث إعلان الوقفة ضد الإرهاب.
وأشار أخيراً إلى أنه من المنتظر أن تصدر له مجموعة قصصية أواخر الشهر الجاري بعنوان: "حلم وترحال"، تتضمن 14 قصة قصيرة.
ويوسف محمد أحمد طه زيدان مفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، وله عدد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي، علاوة على أعمال روائية منشورة، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية، والعربية.
وُلد زيدان عام 1958 بمدينة سوهاج، ونشأ في مكان شعبي، وكان يعمل نادلاً في مقهى، وعمل مستشاراً لعدد من المنظمات مثل مكتبة الإسكندرية. وبعد رحلة كفاح طويلة عمل رئيساً لقسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، لكن تم فصله منها عقب نشوب خلاف بينه وبين الدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس المكتبة.
وقبل شهور أعلن اعتزاله الكتابة متذرعاً بعدم تدخل
السلطة لإنصافه ضد سراج الدين، لكنه أعلن معاودة نشاطه الأدبي والفكري مطلع الشهر الجاري.