قال المحلل العسكري
الإسرائيلي رونين بيرغمان إن حزب الله
اللبناني لا يعيش بأحسن أحواله لجملة من الأسباب والأزمات؛ ولذلك فإنّه لن يخاطر بالرد على الهجوم الإسرائيلي بالقنيطرة، خوفا من وقوع حرب غير محسوبة العواقب.
وأضاف بيرغمان في مقالته لصحيفة "يديعوت"، الأحد، أنّ المزاج العام الإسرائيلي يتغير دفعة واحدة في مواضيع الامن؛ فيتحول من نوع من الفرح والرضا، وربما الفخار، على ضرب الخلية القيادية لحزب الله في الجولان، إلى قلق عميق من حرب سرعان ما ستقع ضد حزب الله، وربما مواجهة أوسع، مع إيران أيضا، بعد أن قتل جنرال من الحرس الثوري في عملية الاغتيال.
ولكن الأمر مختلف بعيون
حسن نصر الله "الشيطان الكُفء" كما يصفه الكاتب. فالوضع ليس ملائما لحرب، فالهجوم الإسرائيلي أمسك به في لحظة غير مناسبة، إذ إن هذه الفترة تمثل الأصعب والأكثر حرجا على الأمين العام لحزب الله.
وأورد بيرغمان العديد من الأسباب التي وضعت حسن نصر الله في هذا الوضع؛ أولها، أن حزب الله تعرض لسلسلة من الضربات المتكررة التي نسبها جميعا لإسرائيل: اغتيال عماد مغنية، واغتيال عدة نشطاء آخرين وعلى رأسهم حسن القيس رئيس ذراع تطوير الوسائل القتالية في الحزب، وقصف قوافل السلاح من
سوريا إلى لبنان، والآن، إصابة جهاد مغنية، الذي أراد نصرالله ان يجعله رمزا كي يثبت أن أسطورة مغنية حية تركل العدو الصهيوني.
السبب الثاني بحسب الصحيفة هو إحباط الموساد لعشرات العمليات التي خطط حزب الله لها كي ينتقم من الأفعال آنفة الذكر.
وثالثا، اكتشاف حزب الله مؤخرا لجاسوس إسرائيلي في قيادة الحزب، بسببه أحبطت العمليات آنفة الذكر وقتل مغنية الأب. وجاء اغتيال مغنية الابن ليثبت أن الحزب ما زال مخترقا. وهذا بمثابة ضربة معنوية شديدة للغاية تلقاها الحزب.
وأضاف الكاتب أن السبب الرابع يكمن في الكلفة الباهظة التي دفعها حزب الله في معركته بسوريا، إذ إنّه أرسل الآلاف من مقاتليه لمساعدة الأسد، ولم تحسم المعركة بعد، رغم ما تكبد الحزب من خسائر بشرية، فضلا عن انكشاف الحزب وقواته أمام الاستخبارات المعادية.
وأما السبب الخامس، فهو موقف الحزب في الداخل اللبناني، حيث إنّ انضمام حزب الله إلى الحرب في سوريا أثار انتقادا حادا للغاية في لبنان. فالسنة، الدروز والمسيحيون يسألون: لماذا ادعى حزب الله بأنه بقي ميليشيا هدفها محاربة إسرائيل ولكنها عمليا تساعد في ذبح مواطني سوريا؟
ونوه الكاتب إلى أنّ دعم الحزب للأسد أدى إلى عمليات من المنظمات السنية السورية التي تنتمي للجهاد العالمي ضد حزب الله وممثلي لبنان. وبالتالي فقد فتح نصر الله لنفسه جبهة أخرى.
السبب السادس يتعلق بالمعركة أمام المحكمة الدولية،عقب إدانة أفراد من الحزب باغتيال رئيس وزراء لبنان في لاهاي، فإن ادعاء نصرالله بأنه سياسي يحرص على مصالح عموم اللبنانيين سيظهر ككذبة وقحة.
وأما السبب الأخير، فيتعلق المال؛ إذ إن حزب الله هو أولا وقبل كل شيء منظمة اجتماعية، دينية وسياسية للشيعة في لبنان. ومن أجل إعالة هذا الجهاز هناك حاجة للمال. وقد تعرض حزب الله في السنوات الأخيرة لسلسلة من قضايا الفساد، اطلع الجمهور على بعضها فقط. وبسببها، ضمن أمور أخرى، قلصت ايران التمويل للحزب الذي يعاني اليوم من مشاكل مالية قاسية.
ويختم بيرغمان بالقول، إن هذه الخلاصة لمشاكل نصرالله ستمنعه من المسارعة إلى إشعال حرب ضد إسرائيل، أو المخاطرة برد محدود من شأنه أن يؤدي إلى مثل هذه الحرب.