ارتكبت الصحف
المصرية الصادرة الاثنين 26 كانون الثاني/ يناير 2015 جرائم مهنية، تقتضي تقديم المسؤولين فيها، إلى التحقيق والمحاكمة، إذ إنها اقترفت جرائم التحريض على قتل المتظاهرين السلميين، بعد شيطنتهم ورسم صورة نمطية سلبية عنهم، وممارسة التعتيم والتضليل وإخفاء الحقائق والتلوين وإدخال الرأي في الخبر، والتستر على القتلة، ومحاولة صنع فتنة بين المتظاهرين السلميين والشعب.
فقد هيمن على الصحف المشهد الدموي الذي صبغ الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، إذ إن المواجهات بين المتظاهرين السلميين وقوات الشرطة والجيش، أسفرت عن ارتقاء نحو 18 شهيدا بينهم مجند، فضلا عن إصابة واعتقال المئات، بحسب تقديرات حكومية (وزارة الصحة) وإعلامية، تعمدت تقليل حجم الخسائر البشرية، برغم أن مصادر غير رسمية ذكرت حدوث 34 حالة وفاة في أحداث المطرية فقط.
وكان ذلك في يوم شهد تشييع جثمان شيماء الصباغ أمينة العمل الجماهيري في "التحالف الشعبي الاشتراكي" في الإسكندرية، وهو ما أبرزته الصحف في صورة جيدة، وتعاملت معه باحترام، في تفريق فج بين المتظاهرين السلميين، الذي تحسبهم تلك الصحف على التيار المتعاطف مع الإسلاميين، والمحسوبين على ما يُسمى بـ"التيار المدني"، أو "الاشتراكي"، إذ إن إحداها (التحرير) حملت الدولة مسؤولية مقتل شيماء، في حين اصطفت إلى جانب الدولة في قتل وجرح واعتقال المتظاهرين الآخرين!
ولجأت الصحف أيضا إلى نشر دعاية إيجابية للرئيس عبد الفتاح
السيسي، سواء بالحديث عن لقاءاته بالرياض قبل يومين، أم تلك التي تمت في
دافوس بسويسرا قبل أكثر من ثلاثة أيام، مثل لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على الرغم من أنه لم تكن له أي أنشطة، ولا للرئاسة، يوم الأحد.
وكالعادة، وقعت الصحف المصرية، في فخ الدعاية السوداء بحق المظاهرات السلمية، التي خرج فيها مئات الآلآف مطالبين بتنفيذ مطالب الثورة، ومنددين بالانقلاب العسكري، إذ إن تلك الصحف نعتتها بأنها إخوانية، ووصمتها بالإرهاب، وأبرزت جانبا واحدا هو ما أسفرت عنه من تلفيات وخسائر مادية، وحاولت الزعم بأن الأهالي تصدوا لها.
ذلك، مع التعامل مع القتلى والمصابين والمعتقلين على أنهم مجرد أرقام، وإبراز الجيش والشرطة في صورة الطرف "المُعتدى عليه"، دون تطرق مِهني للأعداد الحقيقية للمتظاهرين، ومطالبهم المشروعة، والانتهاكات الأمنية الجسيمة بحقهم، عبر إطلاق الرصاص الحي عليهم، ونعتهم بأنهم مخربون وإرهابيون ومثيرو شغب.. إلخ.
وجاء تاليا في اهتمامات الصحف قرار الحكومة بمد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر في شمال سيناء، وإدانة مصر قتل الرهينة الياباني بالعراق، والكشف عن إعلان حركة المحافظين خلال 48 ساعة، وغيرها من القضايا والاهتمامات.
دماء في ذكرى الثورة
هيمن على صحف الاثنين المشهد الدموي الذي صبغ الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وأسفرت المواجهات بين المتظاهرين السلميين وقوات الشرطة والجيش، عن ارتقاء أكثر من عشرين شهيدا بإذن ربهم إلى السماء، فضلا عن إصابة واعتقال المئات.
واعتمدت الصحف على نشر الصور المتحيزة، التي تبرز المتظاهرين السلميين في صورة سلبية، أو ما نتج عن التظاهرات من خسائر وتلفيات فقط، فتصدرتها صورة: "جانب من الاشتباكات المتفرقة بالقاهرة" (الأهرام)، و"اشتباكات في ميدان عبدالمنعم رياض"، و"الآلآف في جنازة شيماء الصباغ بالإسكندرية"، و"قوات الأمن أثناء إلقاء القبض على أحد المتهمين" (المصري اليوم)، و"مواطن يصرخ بعد أن أحرق الإخوان التاكسي الذي يعمل عليه بالمطرية"، و"مسلح إخواني بعد مقتله أثناء الاشتباكات مع الأمن بالإسكندرية"، و"اشتباكات بشارع رمسيس بين مؤيدين للسيسي والاشتراكيين الثوريين"، و "سيارة شرطة حطمها أنصار الإخوان في شارع رمسيس" (الوطن).
فقالت المصري اليوم: الذكرى الرابعة للثورة.. يوم الجنائز.. 18 قتيلا في اشتباكات الأمن والإخوان.. والآلاف يودعون شيماء.. مواجهات دامية في المطرية.. والداخلية: خطة لتطهير المنطقة.. وإرهابيون يهاجمون كمينا بالمريوطية.
وأشارت "المصري اليوم" إلى أنه "سيطرت أحداث العنف والاشتباكات على معظم فاعليات الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، أمس، وسط تراجع أنشطة القوى المدنية وشباب الثورة الذين شاركوا بكثافة في جنازة الشهيدة شيماء الصباغ التي لقيت مصرعها أمس الأول أثناء فض الشرطة مسيرة سلمية في ميدان طلعت حرب، فيما سالت دماء جديدة في عدد من المواقع خلال هجمات إرهابية واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر جماعة الإخوان أسفرت عن سقوط 18 قتيلا، حتى مثول الجريدة للطبع".
وقالت الوطن: ثورة الإخوان.. بمب ودخان.. قنابل الجماعة تنفجر في وجهها.. ومقتل 18 بينهم مجند.. وسلسلة هجمات على الأقسام بالآلي والقنابل.
وفي التفاصيل قالت الوطن: "فشل تنظيم الإخوان الإرهابي أمس في إعادة سيناريو جمعة الغضب 28 يناير 2011، حيث تصدت أجهزة الأمن لمخططات الهجوم على أقسام الشرطة، ولجأ التنظيم في الذكرى الرابعة لثورة يناير إلى العبوات الناسفة والقنابل، وقطع الطرق، واستهداف المنشآت، والمرافق الخدمية، فيما التزم المواطنون بيوتهم، تاركين عناصر التنظيم مكشوفة في مواجهة الشرطة، وأسفرت المواجهات التي ظهر فيها الإخوان علنا بالأسلحة الآلية، وأعلنت وزارة الصحة، وفاة 18، وإصابة 52، وفي القاهرة كانت مناطق المطرية وعين شمس والأف مسكن هي الأكثر اشتعالا، حيث شهدت سقوط 7 ضحايا، بينهم رجل مسن، ومجند، وطفل مسيحي".
وقالت الشروق: بالدم..
ثورة يناير تطفئ شمعتها الرابعة.. 18 قتيلا و82 مصابا في اشتباكات بين الإخوان والأمن.. وحرب شوارع بالمطرية.. القبض على 350 إخوانيا.. وحرق حي الهرم.. وإطلاق نار على كنيسة بفيصل.. والجماعة تقتحم معسكرا الآن بالزقازيق.
وفي التفاصيل قالت الشروق: "وسط أجواء من التوتر والعنف، مرت أمس الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، ورغم محدودية الاستجابة لدعوات التظاهر، إلا أن معظم المحافظات شهدت العديد من تفجيرات القنابل بدائية الصنع، واستهداف لأبراج الضغط العالي، وخطوط السكك الحديدية والقطارات، وفيما أعلنت وزارة الصحة سقوط 18 قتيلا، بينهم مجند شرطة، و82 مصابا خلال المواجهات التي دارت بين قوات الأمن والمتظاهرين، كشفت وزارة الداخلية ومصادر أمنية عن استشهاد وإصابة 17 ضابطا وفرد أمن، مضيفة أنها ألقت القبض على 350 من عناصر الجماعة بكل المحافظات".
وقالت التحرير: الإخوان ينتقمون من المواطنين.. هدوء في الميادين الرئيسية.. وعنف الإخوان يتركز في المطرية وعين شمس بالقاهرة.. 18 قتيلا بينهم 3 مجندين حصيلة الاشتباكات.. و"الصحفيين" ترفض التضييق على أعضائها.
وقالت الأهرام: فشل مخطط الإرهابية في ذكرى ثورة يناير.. اشتباكات متفرقة.. والمئات يشيعون جثمان شيماء بالإسكندرية.
وفي التفاصيل، قالت الأهرام: "تجاهلت الغالبية العظمى من الشباب والقوى السياسية، دعوات الجماعة الإرهابية بالخروج في مظاهرات ونشر الفوضى والعنف في الشوارع، فىيالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير".
وأضافت الأهرام: "سارت الحياة بشكل عادي في القاهرة ومعظم المحافظات، باستثناء بعض المناطق التي حاول أنصار الجماعة المحظورة إثارة الفوضى والفزع، والقيام بأعمال قطع الطرق فيها".
ومن جهتها، قالت الجمهورية: "قصاص" الإرهابية تعلن مسؤوليتها عن قنابل الصوت "السخنة".
وقالت التحرير: الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.. الثورة محلك سر.. مبارك مش مخلوع بأمر المحكمة.
تشييع جثمان شيماء الصباغ
اهتمت صحف الاثنين بإبراز تشييع نبأ جثمان شيماء الصباغ أمينة العمل الجماهيري بـ"التحالف الشعبي الاشتراكي" في الإسكندرية، بصورة جيدة، في تفريق فج بين المتظاهرين السلميين، الذين تحسبهم تلك الصحف على التيار المتعاطف مع الإسلاميين، والمحسوبين على ما يُسمى بـ"التيار المدني" أو "الاشتراكي"، إذ حملت إحداها (التحرير) الدولة مسؤولية مقتلها في حين اصطفت إلى جانب الدولة في قتل وجرح واعتقال مئات المتظاهرين الآخرين.
ولوحظ التوسع في نشر صور تشييع جنازتها، واستخدام صياغة مختلفة، مثلما قالت الأهرام في العناوين: جنازة شعبية لتشييع شيماء الصباغ.. والمئات من القوى السياسية والشباب يطالبون بالقصاص.
فيما صيغ التقرير كالتالي: "في أجواء اتسمت بالحزن، وأعادت إلى الأذهان مسيرات شباب الثورة في ذكرى 25 يناير، شيع المئات بالإسكندرية، ظهر أمس، جثمان شيماء الصباغ أمينة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، من أمام منزلها بمنطقة الحضرة إلى مقابر المنارة، شرق المحافظة".
وفي سياق متصل، كتب رئيس مجلس إدارة الأهرام، أحمد السيد النجار، مقالا بعنوان: "دم شيماء والحلم المُهدد بين الدولة والثورة"، وهو الذي لم يندد يوما بمقتل المئات بل الآلآف من المتظاهرين السلميين، فقال: "حق شيماء في رقابنا جميعا، وفي مقدمتنا الرئيس المنتخب والمنوط به حماية أرواح أبناء هذا الوطن من إساءة استخدام السلطات على الأقل"، على حد تعبيره.
وأضاف النجار: "جريمة قتل حاملة الورود شيماء الصباغ تدعونا لفتح ملف قانون التظاهر مرة أخرى، فهو أحد جذور الشر السياسي كقيد على الحريات"، وفق وصفه.
وقالت الوطن: الإسكندرية تودع شهيدة الورد ملفوفة بعلم مصر.. أسرة شيماء ترفض استغلال موتها لتأجيد الأحداث.. والنيابة تتحفظ على دفاتر تسليح الشرطة".
وقالت الوطن: الصاعقة تحبط مخطط استهداف معسكر الزهور وقسم الشيخ زايد.
وقالت الشروق: الإسكندرية تودع شيماء.. وتطالب بالقصاص.. هتافات منددة بالأمن في جنازة شهيدة "التحالف".. والأحزاب تدين.. وشهود عيان لـ"النيابة": الشرطة قتلتها.
وفي التفاصيل قالت الشروق: "بالدموع والهتافات المنددة بوزارة الداخلية، شيع المئات جثمان الناشطة بحزب التحالف الاشتراكي، شيماء الصباغ أمس".
ومن جهتها، قالت التحرير: دم شيماء في رقبة الدولة.. الإسكندرية تبكي شهيدة الورود.. ووالدتها: مش هاسيب حق بنتي وابنها.. التحالف الشعبي: الشرطة قتلت شيماء بدم بارد ونطالب بإقالة الوزير.
مصر تدين قتل الرهينة الياباني
في الوقت الذي تعامت فيه الصحف المصرية عن قتل أكثر من 18 متظاهرا سلميا، باستخدام الرصاص الحي والخرطوش، أبرزت الموقف المصري الذي دان حادث قتل رهينة يابانية في العراق.
فقالت الأهرام: مصر والعالم يدينان قتل الرهينة الياباني.
وفي التفاصيل قالت الأهرام: أعربت مصر عن إدانتها بأقسى وأشد العبارات واستهجانها الكامل للأنباء التى نشرت حول جريمة القتل الوحشية لأحد اليابانيين المحتجزين لدى تنظيم داعش الإرهابي.
دعاية للسيسي
لجأ عدد من صحف الاثنين إلى نشر دعاية إيجابية للسيسي، سواء بالحديث عن لقاءاته بالرياض منذ يومين، أم تلك التي تمت في دافوس بسويسرا قبل أكثر من ثلاثة أيام، مع نشر صور لقاءاته تلك، سواء بالعاهل السعودي الملك سلمان أم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على الرغم من أنه لم تكن له، ولا للرئاسة، أي أنشطة الأحد.
فقالت الأهرام: ترحيب عربي ودولي بعودة مصر إلى دورها الريادي.
وفي التفاصيل قالت الأهرام: رحبت وسائل الإعلام العربية والعالمية بما سمته عودة مصر إلى دورها الريادي تتويجا للزيارات الخارجية واللقاءات التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الفترة الأخيرة، التي شملت السعودية والإمارات والكويت ومنتدى دافوس العالمي في شهر يناير الحالي فقط، ويختتم الشهر بزيارة إثيوبيا للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي.
وأبرزت الصحف السعودية زيارة الرئيس السيسي إلى الرياض لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله، ولقاءه مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، بينما أشارت الصحف العالمية إلى اللقاءات التي عقدها الرئيس على هامش مشاركته في منتدى دافوس، التي كان أبرزها مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأعربت خلاله عن تفاؤلها بمستقبل مصر".
وفي سياق متصل، ومع صورة لـ"مصافحة بين هولاند وشيخ الأزهر بحضور السيسي"، قالت المصري اليوم: هولاند يلتقي السيسي والطيب في الرياض.. ويشيد بدور الأزهر.
انفرادات.. ومعالجات
قالت المصري اليوم: مد حظر التجوال بشمال سيناء 3 شهور.. والأهالي يطالبون السيسي بإلغائه.
وقالت المصري اليوم أيضا: حركة المحافظين خلال 28 ساعة: لا سيدات.. تكليفات بالاهتمام بالأمن والحياد في الانتخابات.
وقالت الأخبار: قمة مصرية - روسية بالقاهرة 9 فبراير.. فيما قالت الشروق: مصادر روسية: بوتين يزور القاهرة 9 و10 فبراير.
وقالت الأخبار: قوانين الأجور وقناة السويس والمبيعات و"تحيا مصر" مهددة بعدم الدستورية.