إضراب عمال المناجم يهدد أكبر شركة في موريتانيا

نظم عمال المناجم في الشمال الموريتاني إضرابا عن العمل بشكل مؤقت، احتجاجا على سوء ظروفهم المعيشية ورفضا لفصل عدد من ممثلي العمال لأسباب وصفوها بالتعسفية.

وبدأ العمال التحضير لإضرابهم عن العمل منذ أيام من خلال مهرجانات نظموها على مدى أسبوع بمدينة "ازويرات" المنجمية بالشمال الموريتاني.

مهلة 48 ساعة 

وأمهل عمال الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم (كبرى الشركات المعدنية في موريتانيا) الإدارة العامة للشركة 48 ساعة لبدء للتفاوض معهم حول مطالبهم الأساسية، مهددين بخطوات لم يكشفوا عنها إذا لم تستجب الشركة لمطالبهم الأساسية.

وقال ممثلون عن العمال  في اتصال هاتفي مع "عربي21" إن نسبة التجاوب مع الإضراب المؤقت عن العمل بلغت95%، مؤكدين أن عمال الشركة أوصلوا رسالة واضحة للإدارة ولكل المهتمين حول من يمثل العمال حقيقة، وحول وحدة الصف العمال، وتضامنه لنيل حقوقه كاملة غير منقوصة.

وقال مندوب العمال المضربين أحمد ولد آبيلي، إنهم ماضون في الضغط على الشركة حتى تتم الاستجابة لجميع مطالبهم الأساسية.

وأكد ولد آبيلي – في تصريح لـ"عربي21" عبر الهاتف، على مضي جميع  عمال شركة الحديد الموريتانية في التصعيد الاحتجاجي حتى تحقق المطالب، محذرا إدارة الشركة من أن رفض التعاطي مع العمال قد يعرض هذه الشركة لمخاطر.

ورغم أن الإضراب عن العمل استمر لأربع ساعات فقط، إلا أنه شل العمل بشكل كامل في أكبر شركة للمعادن في موريتانيا وأهم مزود للسوق الأوروبية بالحديد.

تدني أسعار الحديد 

وتعاني الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم أصلا من أزمات حادة سببها تدني أسعار الحديد في الأسواق العالمية، وقد بدأ تأثير تراجع أسعار الحديد في الاقتصاد الموريتاني بشكل واضح في تراجع مساهمة الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم "اسنيم" في الميزانية العامة للدولة من 48 مليار أوقية في سنة 2014 إلى 36 مليار أوقية في 2015، وهو ما يعادل نقصا قدره 25%..

شريان حياة الشمال 

وتعدّ شركة (سنيم) العاملة في مجال استخراج وتصدير المعادن أكبر شركة موريتانية على الإطلاق، وتم إنشاؤها في ظل الاستعمار الفرنسي للبلد قبل أن يتم تأميمها بشكل رسمي من قبل أول رئيس لموريتانيا بعد الاستقلال، المختار ولد داداه، منتصف سبعينيات القرن الماضي.

وتقوم الشركة بنقل مئات الأطنان من خامات الحديد يوميا عبر سكة حديد تمتد لمسافة 650 كلم تقريبا، وتربط بين مدينتي ازويرات في أقصى شمال البلاد حيث توجد مناجم الحديد، ومدينة نواذيبو الشاطئية التي تمثل عاصمة البلاد الاقتصادية، حيث توجد موانئ تصدير الحديد إلى مختلف جهات العالم، خصوصا إلى الأسواق الأوروبية والصينية واليابانية.

وتلعب شركة الحديد الموريتانية دورا هاما في حياة سكان التجمعات الحضرية الواقعة في شمال البلاد خاصة ازويرات وانوايبو،  وتوظف الشركة ما يناهز 4000 عامل بشكل دائم إلى جانب عدد آخر من العمال الموسميين.