نشرت صحيفة "إندبندنت" تحليلا للصحافية فيرناندي فان تيست، حول الاعترافات الأخيرة بتورط جهاز الاستخبارات المركزية مع الموساد، في اغتيال الرجل الثاني في
حزب الله عام 2008.
ويشير التحليل إلى أن أثر توقيت هذه التسريبات سيكون أكبر من التسريبات ذاتها، بحسب محللة لبنانية، حيث تقول الصحافية المقربة من حزب الله أمل سعد الغريب: "كان حزب الله دائما على علم بأن جهاز الاستخبارات المركزية يعمل في مجالات المراقبة والتجسس والاغتيالات".
وتقول الصحيفة إن خمسة من مسؤولي المخابرات الأمريكيين قد أكدوا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، تفاصيل اغتيال
مغنية، الذي يعتقد بأنه خلف هجمات بارزة، مثل تفجير السفارة الأمريكية عام 1983. وكان يعتقد قبل ذلك بأن
إسرائيل وحدها كانت خلف الاغتيال.
وتبين الكاتبة أن التفاصيل التي نشرت في "واشنطن بوست" وفي "نيوزويك"، ذكرت أنه تم فحص القنبلة التي زرعت في العجل الاحتياطي الموجود خلف السيارة 25 مرة؛ للتأكد من أنه لن تكون هناك أضرار جانبية. وقد قدم عملاء الاستخبارات المركزية المعلومات اللازمة، ولكن تفجير القنبلة تم بضبط التحكم عن بعد من الجانب الإسرائيلي.
وبحسب مسؤول أمني أمريكي في تقرير "واشنطن بوست"، فإن الترتيب كان أن أمريكا بإمكانها وقف العملية، ولكن لم يكن بإمكانها تنفيذها.
وتذكر الصحيفة أن هذه التفاصيل جاءت في وقت تزايد فيه نشاط حزب الله، بحسب المحللة السياسية اللبنانية أمل الغريب. ففي خطاب لحسن نصرالله الجمعة الماضي، قال إنه سيتم الرد على أي تعد إسرائيلي بغض النظر عن المكان الذي حصل فيه.
وتلفت الكاتبة إلى أن ذلك الخطاب جاء بمناسبة إحياء ذكرى الهجوم الإسرائيلي على الجولان، الذي تسبب بمقتل ستة أعضاء من حزب الله، بالإضافة إلى قائد عسكري إيراني كبير.
وتذكر "إندبندنت" أن حزب الله قام بعملية انتقامية الأسبوع الماضي، عندما أطلق قذائف تجاه قافلة عسكرية إسرائيلية، وقتل جنديين إسرائيليين في منطقة مزارع شبعا.
ويورد التقرير ما قاله
نصر الله في خطابه: "نملك الحق، الحق القانوني والحق الأخلاقي، أن نواجه الاعتداءات في أي زمان ومكان وصورة"، وهذا التصريح برأي الصحافية أمل غريب يعني زيادة في الخطر، "ومن الآن فصاعدا ستكون هناك عمليات انتقام متبادلة".
وتستدرك الكاتبة بأن هذه الأخبار قد تقوض الدفعة المعنوية التي اكتسبها حزب الله؛ بسبب هجمات الجيش الإسرائيلي، بحسب أستاذ السياسة في الجامعة الأمريكية في بيروت، عماد سلامة، الذي قال إن الرسالة هي: "انتقمتم الآن من الإسرائيليين، فماذا أنتم فاعلون بعد علمكم أن أمريكا ضالعة في قتل قياداتكم؟".
ويرى سلامة أن حزب الله لن يفعل شيئا بالطبع؛ بسبب المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وفق التقرير.
وتختم الكاتبة تحليلها بالإشارة إلى أنه بالنسبة لإسرائيل فتعد هذه التسريبات رسالة أمريكية مفادها أن إسرائيل لا تزال بحاجة للدعم الأمريكي، بالرغم من التوتر بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.