فاقم انقطاع التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب من معاناة آلاف السكان في مدينة
سامراء العراقية، بعد تضرر وسقوط أبراج الضغط العالي خلال الاشتباكات التي نشبت مؤخرا بين مقاتلي "الدولة الإسلامية" والقوات الكردية "البشمركة" في كركوك.
وتسبب سقوط هذه الأبراج بانقطاع خطوط تغذية
الكهرباء القادمة من مدينة كركوك، حيث يخشى السامرائيون من استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي مر عليها ثلاثة أيام دون أن تتحرك الكوادر الهندسية لإصلاحها، إذ إن استمرار المشكلة له انعكاسات سليبة على الموطنين، نظرا لما تمر به المدينة من توتر أمني.
وأعرب سكان سامراء عن امتعاضهم من انقطاع الكهرباء والمياه، مشيرين إلى أنها زادت من حجم المشكلات اليومية التي تواجهها المنطقة من تفجيرات وقصف ومعارك متواصلة، كما بينوا أن التيار الكهربائي كان لا يأتيهم إلا ساعات قليلة في الحالات العادية، وأتى هذا الانقطاع المفاجئ ليزيد الطين بلة.
بدوره، أشار ياسر عصام، من سكان حي العباسية شمال سامراء، في حديث لـ"عربي21"، إلى أن أهالي الحي يعانون بالأصل من قطع التيار الكهربائي وأنها لا تصل اليهم إلا ساعات محددة في الأيام العادية.
وأضاف أن هذا الانقطاع جاء في الوقت الذي تشهد فيه محافظة صلاح الدين ومدينة سامراء ندرة في المشتقات النفطية، حيث تخلو كافة محطات الوقود الحكومية من الوقود، مع ارتفاع أسعاره في المحطات الأهلية، مبينا أن المواطن لا يقوى على شرائه. وفاقم الوضع توقف المولدات الكبيرة التي كانت تساهم في تأمين الطاقة الكهربائية للحي لساعات معدودة مع اشتداد موجات البرد القارس.
من جهته، يقول ناجي عبد السلام في حديث لـ"عربي21": "نعاني منذ ثلاثة أيام من فقدان المياه الصالحة للشرب في المنازل، وسط خوف الأهالي من إطالة أزمة قطع المياه، الأمر الذي أجبرهم على شراء المياه المعدنية الموجودة في المحال التجارية، حيث بدأت هذه المياه تنفد من الأسواق بسرعة، وارتفع سعرها أيضا، ما زاد من معاناة السكان".
ويضيف: "قد نضطر لحفر الآبار للحصول على المياه"، مستبعدا الإسراع بإصلاح خطوط الضغط العالي الناقلة للطاقة الكهربائية القادمة من كركوك. كما أشار إلى أن بعض الخطوط الناقلة وشبكات المياه معطلة منذ بدء المعارك في سامراء.
وشهدت محافظة كركوك قبل أيام أعنف هجوم شنه مقاتلو "الدولة الإسلامية" على قوات البشمركة من محورين للسيطرة على مناطق وحقول نفطية مهمة، ما أدى إلى سقوط عدد من أبراج الضغط العالي في المحافظة.