رأى سياسيون
مصريون أن
التسريب الذي بثته السبت قناة
مكملين الفضائية، يساهم في إنهاء علاقة سلطة الانقلاب بدول
الخليج التي قدمت دعماً كبيراً في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، خاصة في ظل المتغيرات التي تجري بالسعودية بعد وفاة الملك عبد الله.
من جهته، طالب الدكتور عز الدين الكومي، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري المنتخب، والقيادي بحزب الحرية والعدالة، دول الخليج والعالم أجمع بأن يتوقفوا فوراً عن دعمهم للسيسي والسلطة الانقلابية في مصر، مشدّداً على ضرورة أن يعلنوا هذا بشكل واضح وصريح.
وقال في تصريح لـ"عربي 21": "لم يعد هناك أي منطق أو عقل في استمرار البعض بدعم الانقلاب الذي خدعهم بكلام معسول ومارس ابتزازاً وضيعاً وخداعاً كبيراً عليهم وعلى الشعب المصري من قبلهم، لكن الأيام كشفت فضائحهم وزيف أفكارهم وممارستهم".
وأوضح الكومي أن مستقبل العلاقة بين الخليج والانقلاب، خاصة بعد هذا التسريب، أصبح في الطريق إلى حالة الطلاق البيّن، في ظل التغييرات الكبيرة التي جرت في السعودية مؤخراً بعد وفاة الملك عبد الله.
ونوه إلى أن هذا التسريب بمثابة صفعة كبيرة على وجه الانقلاب، وستكون لها تداعيات مؤثرة خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها توجه ضربة عنيفة للعلاقات مع الخليج الداعم الأكبر للانقلاب.
وأشار إلى أن "قول مدير مكتب
السيسي عباس كامل: "لازم نعمل زي سوريا عشان الخليج يدفع"، يكشف بوضوح من الذي يصنع الإرهاب في مصر ليحصل من خلاله على مكاسب"، موضحاً أن مصر والخليج بالنسبة للعسكر "بقرة يحلبوها وشعب يستعبدوه، فكل همهم الوحيد هو الوصول للسلطة ونهب خيرات البلاد بأي ثمن، وكل بضاعتهم هي التآمر والقتل والكذب".
من ناحيته، ذكر المتحدث الإعلامي باسم جبهة الضمير عمرو عبد الهادي، أن التسريب يقطع الشك باليقين فيما يخص نظرة السيسي والجيش للدول التي دعمته، ويعكس مدى انحدار فكره وفكر من قاموا معه بالانقلاب، فهو "شحاذ يستجدي من يمر من أمامه، ومن اعتاد التسول مثل السيسي لا يؤتمن أبدا".
وأشار في تصريح لـ"عربي 21" إلى أن التسريب خلق رأيا عاما داخل دول الخليج وليس في مصر فقط، مضيفاً: "أعتقد أن كل دول الخليج ستتراجع عن دعمها للانقلاب ما عدا الإمارات، لأنها تعول كثيراً على احتلال مصر، وستدفع بشفيق مستقبلاً".
ورأى المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية خالد سعيد، أن العسكر يتعاملون بعقلية العصابة التي تمارس النصب وتخطط له، مؤكداً أنهم يحقدون على الأغنياء والأيدي التي تطعمهم، فلديهم طمع بلا حدود، وهم يتعاملون "بمنطق الابتزاز، رغم شدة التسول وصعود الطائرة لتقبيل يد الملك السعودي السابق".
وقال في تصريح لـ"عربي 21": "ليس هذا غريباً، فالسيسي انقلب على وزيره محمد حسين طنطاوي في بداية عهد الرئيس مرسي وقبل أن يكون مكانه، ثم انقلب على رئيسه الذي جعله وزيراً ورقاه رتبتين استثنائيتين".
وأشار سعيد إلى أن الشعب المصري لم يحصل على أي شيء من المليارات التي حصلوا عليها من الخليج، فليست هناك مشاريع حقيقية ولا توجد أي رؤية ولا تنمية فعلية، لافتاً إلى أن هذه التسريبات كانت منذ عام، وفي هذا التوقيت كان نظام السيسي قد استلم أكثر من 30 مليار دولار، وكان يخطط لابتزاز 50 مليار أخرى باسم الشعب المصري الذي لم يصله منها شيء.
وأردف: "مشروع الانقلابيين الاقتصادي والسياسي هو التسول والابتزاز والقمع وتقديم نفسه كعدو مدمر للإرهاب وحامي لحدود إسرائيل بتطهير أهل سيناء عرقياً، وعمل منطقة عازلة لها".
وأضاف: "عباس كامل يبلغ فهد مساعد رئيس الديوان السعودي خالد التويجري وهم قيادات دولة أخرى؛ باجتماع المجلس العسكري ونتيجته قبل أن تصدر، وهو من المفترض اجتماع على أعلى مستوى من السرية ويخص مستقبل مصر والشعب المصري".
من جهته، أكد عضو الهيئة العليا لحزب الوسط عمرو عادل، أن كل تسريب "يفضح أكثر وبشكل جلي مدي خيانة العسكر واحتقارهم للجميع مصريين وعرب".
وشدّد في تصريح لـ"عربي 21" على أن التسريب الأخير لقناة مكملين يؤكد أن "السيسي وعصابته هم مجرد خونه لتدمير مصر والأمة، وأن أمن الخليج لا يهم العصابة أنما يهمه أموالها فقط".
وتابع عادل: "مع كل مرة يكون فيها تسريب للموجودين بالسلطة يبهروننا أكثر بحجم الغباء والخيانة التي يبدو أنها خارج نطاق قدرتنا على التخيل، ويظهر أنهم وصلوا لمرحلة من الجنون والنرجسية على الجميع وكأنهم فوق البشر".
بدوره، هاجم ياسر فتحي، المتحدث باسم المجلس الثوري، قيادات المجلس العسكري وعلى رأسهم السيسي، قائلا: "هؤلاء مجرد مرتزقة يبحثون عن مصالحهم ومكاسبهم، وينظرون للمصريين بأنهم بمثابة رعايا وخدم وعبيد لهم ولا قيمة ولا وزن لنا عندهم".
وأوضح لـ"عربي 21"، أن اطلاع السعودية على قرار ترشيح "السيسي" للرئاسة قبل أن يصدر رسمياً من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو يعلن في مصر بمثابة تخابر واضح يستلزم توقيع عقوبة التخابر على من اتخذوا هذا القرار.
وبثت قناة "مكملين" الفضائية مساء السبت تسجيلاً مسرباً من داخل مكتب السيسي، وفيه يصرخ خلال مكالمة هاتفية بالشتائم والسباب ضد أبناء الخليج من السعوديين والكويتيين والقطريين.
والحديث المسرب من داخل مكتب السيسي يدور الحوار فيه بين كل من السيسي ذاته، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان القوات المسلحة محمود حجازي.
ويقول اللواء كامل في التسجيل إنه "كان على مصر أن تقايض الأنظمة الخليجية في العام 1990"، مشيراً إلى أن الخليجيين يلعبون بأموالهم بينما "احنا ورانا شعب جعان ومتنيل، وكان لازم في كل الأوقات هات وخد"، في إشارة إلى أن الجيش المصري كان يجب أن يقبض ثمن مواقفه الداعمة للخليج في العام 1990.
وقال عباس كامل عن دولة الكويت: "دُوْل (هؤلاء) أنصاف دول"، في تعبير غير مسبوق يعبر عن الاحتقار الذي يكنه السيسي ورجاله للأشقاء في الخليج.